قد أبدأ الحديث بنكتة قديمة تقول أن امرأة جزائرية سرقت السمع للحظة غزل بين زوجين مصريين من على شرفة محاذية لبيتها.. حدث وأن قال الزوج المصري لزوجته التي نبهته للقمر المكتمل بدره في السماء. - هو فين القمر.. إنت القمر كلو.. الجزائرية قامت بذات الشيء مع زوجها فرد عليها. - وماذا يعني.. عمرك ما شفتيه. هذه النكتة تلخص بالكامل الصورة النمطية للتعبير عن الحب ومفرداته في الجزائر، بحيث لا يوجد قاموس قوي الدلالات والمعاني يترجم صدق الأحاسيس بين العشاق، في هذا المقام سنحاول مسح أهم عبارات العزل والوقوف عند معانيها. من اللبّة إلى البومبة قطعاً هناك جذور قديمة للحكاية.. لماذا الجزائري شديد التحفظ في إظهار عواطفه؟ هل من بيئة معينة تجعله يخفي مشاعره؟ المفكر الجزائري سليمان مظهر يقول أن البيئة الجبلية المغلقة، ووجود السلاسل الجبلية تجعل الفرد مغلقا وغير مفتوح على السهل ومنها سهولة التواصل والتعبير، كما يؤكد أن الموارد المائية الدائمة تسهل العلاقات وهي منعدمة في الجزائر. لكن أعتقد أن الأمر الذي ساعد الرجل فعليا على تداول هذه الجينة جيل بعد جيل هو رضوخ المرأة الجزائرية.. غالبية الكتاب الأوائل وصفوا نساء القبائل والظهرة بأنهن غاية في التواضع.. وبالتالي المرأة التي لا تتدلل ولا تستمع للكلام الجميل، على العكس هناك انتهاكات خطيرة في حقها، لأنها بالفعل امرأة مسالمة جدا وفي المجتمع الجزائري القديم كانت تقوم بأضعاف عمل الرجل وهي صامتة وراضية ولا تتلقى حتى الجزاء المعنوي والكلام الجميل. حاولنا التقرب من عدد من العجائز في مكتب بريد لكنهن كن يرددن ما يلي: "ما كان كاين والو.. لا كلام ولا براوات.. كانت هناك لغة العيون.. المرأة تفهم بالسكات". حاولنا مع عجوز أخرى، من حق المرأة أن تشعر بالحب.. مع هذا الصمت كيف تفهم المرأة حب زوجها؟؟ قالت العجوز: "تفهم المرأة الحب لوحدها، أو لا تفهمه.. لا يهم،و نادراً ما كان الرجل يتزوج مرة أخرى بسبب ظروف الحياة الصعبة، حتى ولو تزوج عليها يبقى يكفلها.. وبالتالي الكفالة هي التعبير عن الحب لا غير." لكننا نريد عبارة حب كان يقولها الرجل الجزائري في السابق قبل أن تبدأ مواسم القنابل الموقوتة. - كان يقول لي.. اللبّة، العزيزة، الغالية. اللبّة ومعناها أنثى الأسد لفظة جميلة لكنها خيط الحكاية للحب العنيف.. هل يحب الجزائري بعنف؟؟ ربما ولماذا إذن هذا العنف في الكلمات. المحنة إلي نبغيها العنف اللفظي يمكننا ربطه في البداية مع هذه الألفاظ "يا محاينك.. نموت عليك" ظل حسني طويلا ينعت حبيبته ب"المحنة"، نبغيك كذلك من الرغبة الجسدية وقد لا تترجم المشاعر العذرية.. كذلك نشتيك المنسلخة من لفظة "أشتهيك" تشترك في الرغبة الجسدية.. كما يقحم الجزائري لفظ الجلالة قبل قوله نبغيك كحالة حب متقدمة محاطة بالكفر.. "البومبة إلي جازت من قدامنا" تؤكد طريقة التعبير العنيف، والتي تعني حسب رفيق 21 سنة: "الحقيقة أننا وجدناهم يقولون هذا فقلنا.. في النهاية لا يمكن للشاب خلق كلام جديد.. حسني قال المحنة قلنا المحنة الله غالب". لكن يا رفيق هي كلمات غير مناسبة محنة.. بومبة..؟؟ " أعرف أنها كلمات عنيفة بصح هي أيضا تعبر عن الحب". من الصعب أن نجادل رفيق في الطريقة التي يعبر بها عن الحب لأن الأمر مسؤولية مشتركة.. ماذا قدمت الدراما الجزائرية في هذا الأمر؟ ربما الدراما عاجزة في هذا المجال بالكامل بحجة العائلة الجزائرية، لذا مشاهد الحب تقريبا غائبة.. السينما أيضا تعالج العنف.. الإرهاب.. الأزمة ولا وقت لديها للحب. الآن وقد مرت علينا كامل درامات العالم.. أطفالنا الصغار صاروا يقولون للطماطم بندورة نسبة لأغنية طيور الجنة أنا البندورة الحمرا.. ما يعني أننا قد نأخذ بعض الكلمات من مسلسل العشق الممنوع.