تساءلت صحيفة تايمز البريطانية عما إذا كانت المظاهرات التي تشهدها ليبيا بداية لتكرار ما جرى في كل من مصر وتونس، وستؤدي إلى رحيل النظام الليبي، أم لا. وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها تحت عنوان “أهو الغروب في طرابلس؟”، إن أمام الإصلاحيين صراعا خطيرا، غير أن المطالبة بالتغيير في ليبيا توضح الكثير من سياسة الغرب الخارجية، وكذلك حالة النظام في طرابلس. وتشير تايمز إلى أن العقيد معمر القذافي يعد في الغرب شخصية زئبقية، غير أن صفته المتميزة في التصلب كانت دعامة له في التمسك بتلابيب السلطة منذ حكمه للبلاد عقب الانقلاب العسكري الذي قاده عام 1969. فالأجهزة الأمنية الداخلية تتمتع بسلطات واسعة، والمنتقدون للنظام مغيبون عن الساحة، وهناك تقارير تفيد بأن السلطات قتلت نحو 1200 معتقل في سجن أبو سليم عام 1996. وقالت الصحيفة إن الأيديولوجية المثيرة للضحك هي التي تنادي بالديمقراطية ولكنها توفر على أرض الواقع غطاء للدكتاتورية. غير أن العزل الدولي لطرابلس، إلى جانب الهجوم العسكري الأمريكي عليها في ثمانينيات القرن الماضي، وتطبيق عقوبات دولية، وانهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، كل ذلك ساهم في دفع القذافي إلى التقارب مع الغرب. وتختم الصحيفة بأن ليبيا ما زالت، رغم الانفتاح على الغرب، دولة بوليسية، وأنه تمكن حماية مصالح الغرب في نهاية المطاف بالوقوف إلى جانب الديمقراطية.