تشهد المطاعم ومحلات الأكل السريع بمجتمعنا منذ فترة ليست بالقليلة انتشارا كبيرا ومذهلا، إذ تحولت إلى تجارة مربحة بالنظر إلى الإقبال المتزايد عليها، والذي مردّه التغيرات التي طرأت على تفاصيل الحياة اليومية للمجتمع الجزائري هذه العادات الجديدة جعلت من أصحاب تجارة الأكل السريع ينوعون في أساليبهم لجلب الزبائن إليهم وهو ما تعكسه الديكورات التي باتت تميز هذه المحلات. جولة في مدينة الورود جعلتنا نقف على رواج ظاهرة تتسم بالإبداع في ديكورات تجعل المرء يخال وكأنه في محلات أوروبية، كتلك التي تطل علينا من شاشات التلفزيون والسينما، أما أكثر ما شد انتباهنا فهو أن الظاهرة لم تعد تقتصر على المطاعم الراقية أو كتلك المعروفة بأسعارها الباهظة والتي قد لا تطأها أقدام عامة الناس، فهذا الاتجاه في التنويع في ديكورات المحلات أصبح سمة طالت أغلبية المطاعم على اختلاف درجاتها. وحسب ما استقيناه ممن سألناهم عن الموضوع من أصحابها بات أقرب إليه بالموضة الرائجة التي اجتاحت تجارة “إشباع البطن” خارج أسوار المنزل، وعن الأمر قال لنا صاحب محل إطعام بقلب مدينة البليدة، إنه كان أول من أقدم على تغيير ديكور محله منذ 5 سنوات والذي بات يعطي الانطباع بأنه مغارة علي بابا، بالنظر إلى النظرة الداخلية المميزة له، مضيفا أن الأمر كلفه حوالي 25 مليون سنتيم، لكنه كان مبلغا أسهم في إقبال المزيد من الزبائن عليه، وصنع له سمعته الخاصة في ظل التنافس الشديد الذي بات أصحاب المحلات يبدونه في المجال. وهو ما وقفنا عليه في المطاعم التي تزخر بها عاصمة الولاية، فبين ديكور مغارة علي بابا وديكور السفينة البحرية وقفنا على ديكور يعطي الانطباع بأنك في غابة وسط أشجار تمتد أغصانها إلى الجدران والأسقف، وصولا إلى محلات نقلت ماركات عالمية إلى أزقة البليدة التي لم تعد تخلو مطاعمها من مقاعد بكراسي ملونة ومريحة تزيد الجالس عليها رغبة في المكوث لفترة أطول، والأكيد برغبة مماثلة في الاطلاع على مختلف ما تعرضه من مأكولات غالبا ما تنحصر بين أطباق “الشاورما” الطبق الشرقي الذي أصبح ندا “للبيتزا” وشاكلاتها من الأكلات الغربية السريعة.