أكد الأمين العام لحزب العمال الشيوعي التونسي، حمة همامي، ومنسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية، محمد العيادي، في تصرحين لهما ل”الفجر”، أن الاقتصاد التونسي عاجز اليوم عن استقبال المزيد من الفارين من الأحداث الدموية التي تشهدها ليبيا نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد نتيجة توقف المصانع والاستثمارات والاستيراد... الوافدون الأجانب يتسببون في ندرة الخبز والحليب بجنوبتونس قال حمة همامي، في تصريح خاص ل”الفجر” إن هناك حملة جماعية يتبناها المجتمع المدني التونسي على الحدود التونسية لنصرة اللاجئين والفارين من ليبيا، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها البلد، حيث يقومون بتقديم المساعدات المختلفة وبتجميع الأدوية من المتطوعين من المجتمع المدني. ويعتبر حمة أن ما يقوم به المجتمع التونسي تجاه الليبيين أمر تفرضه علاقات الأخوة بين الشعبين والعلاقات التاريخية. ويعتبر السياسي التونسي أن هذه المجهودات تأتي رغم أن الشعب التونسي لا زال يعيش مخاض الثورة حيث لم تستقر تونس بعد ولازالت الدولة التونسية مرتبكة خاصة من ناحية الأمن. كما حذر زعيم الحزب الشيوعي، في حديثه ل”الفجر”، من الانعكاسات الخطيرة التي قد يتمخض عنها استمرار توافد اللاجئين الليبيين على التراب التونسي، فقد يشكل ذلك عبئا على تونس خاصة في هذه الظروف الخاصة التي تمر بها، وبالتالي اعتبر أن تدهور الأوضاع مرتبط بالتطورات داخل ليبيا. وأبدى الهمامي تخوفه مما قد تترتب عنه عودة اللاجئين التونسيين الذين كانوا يقيمون في ليبيا، وما يستوجب على الدولة من واجبات تجاههم تتعلق بالعمل والدراسة. وفي تصريح آخر ل”الفجر”، أكد منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية، محمد العيادي، أن تونس تحكمت في البداية في توافد اللاجئين الهاربين من بطش القذافي في ليبيا، وأنه استطاع توفير كل الضروريات للوافدين وتم استقبالهم في سبع مدن جنوبيةلتونس. لكن وبعد تزايد عددهم لجأت السلطات التونسية لحشر هؤلاء اللاجئين على الحدود التونسية تحسبا لأي مخاطر أمنية ونظرا لأن بعض الأجانب حاولوا الهروب داخل تونس. ونأخذ على سبيل المثال مواطني بنغلاديش الذين رفضت دولتهم استقبالهم وقالت لهم اعملوا في تونس وعودوا بعدها إلى ليبيا، كما أن اللاجئين المصريين ناشدوا السلطات المصرية التحرك لإعادتهم لديارهم. ومن جهة أخرى تم حشر المهاجرين على الحدود تفاديا لانتقال بعض الأمراض إلى داخل تونس التي نتجت عن انتشار الأوبئة وتدهور ظروف الإقامة التي خلقت كارثة صحية. واعتبر النقابي التونسي في حديثه ل”الفجر” أن تونس غير قادرة على استيعاب مزيد من اللاجئين الأجانب، فالاقتصاد التونسي شبه متوقف وقد لاحظنا في الأسبوع الأخير فقدان الخبز والحليب، فأغلب مصانع الحليب توقفت في الأزمة والاستيراد متوقف في كثير من المدن التونسية، وهو غير مهيأ لتحمل أعباء أخرى. كما اعتبر العيادي أن حتى المواطنين التونسيين الوافدين من ليبيا يشكلون مشكلا آخر لتونس، فالثورة التونسية خلفت 10000 عاطل عن العمل جراء توقف المصانع والشركات والاستثمارات الخارجية، يضاف إليهم 100000 تونسي مقيم في ليبيا عادوا إلى تونس، وبالتالي فتونس التي كانت نسبة البطالة فيها 15 بالمائة تواجه اليوم أزمة أعمق بعد عودة المهاجرين التونسيين من ليبيا. وللإشارة كانت تونس بدأت في إجلاء آلاف اللاجئين العالقين على الحدود مع ليبيا ممن هربوا من مواجهات النظام الليبي والمتظاهرين الثائرين. ودخل تونس من ليبيا منذ العشرين من الشهر الماضي، حسب مسؤول في مفوضية اللاجئين، نحو تسعين ألف شخص. ودعت منظمة الهجرة الدولية إلى المساعدة في تنظيم رحلات إجلاء جماعية، وقررت أوروبا والولايات المتحدة وكندا إرسال طائرات وسفن للمساعدة في العملية. وإضافة إلى العامل الإنساني، يحرك بعض الدول الأوروبية كإيطاليا خوفٌ من احتمال توجه اللاجئين إلى شواطئ المتوسط الشمالية، وسط أنباء عن تراجع سلطات ليبيا عن مراقبة الهجرة غير الشرعية. وفي مصر تحدثت السلطات عن عشرات الرحلات لإعادة الرعايا المصريين من ليبيا وتونس وحتى مالطا حيث هرب بعضهم بحرا. وحذرت المتحدثة الأممية ميليسا فيملينغ من مخاطر حقيقية تتهدد العمال الأفارقة في مدن شرقي ليبيا المحررة، على خلفية الاشتباه في أنهم مرتزقة. أما في جنوب ليبيا فتوقع تقرير أممي أن يحاول مائة ألف إفريقي عبور الحدود مع النيجر في الأيام القليلة القادمة.