أخذت قضايا الاحتيال والنصب بولاية البليدة منحى تصاعديا في الفترة الأخيرة، حيث لم يعد يمر أسبوع دون تسجيل قضايا من هذا النوع. فبعد قضية النصاب الذي استولى على مبلغ فاق المليار سنتيم من ضحاياه وأعلن بعدها خبر نعيه بالجرائد الوطنية، وقضية الشيخ الذي استولى على تركة شقيقته العجوز، جاء الدور هذه المرة على نصاب آخر انتحل صفة “صحفي” ليبتز عواطف ضحاياه الذين أرادهم أن يكونوا من ذوي الحاجات الخاصة، فكانت له فرصة انتهاز إصابة أحد ضحاياه بعاهة العمى بعد أن راح ضحية انفجار لغم عليه في وقت مضى من ربيع عمره، مقدما له وعودا بإجراء عملية جراحية تمكنه من استعادة بصره. وكانت الضحية فتى يبلغ من العمر 14 سنة، مبتور الساق جراء إصابته بداء خبيث، واستغل المدعو (ن.أ) البالغ من العمر 50 سنة ظروف ضحاياه ليستولي على ما يفوق 150 مليون سنتيم، تحصل عليها من خلال مرافقتهما إلى عدد من رجال أعمال المنطقة، أين كان يقدم نفسه على أنه صحفي بصدد مساعدة المعنيين بالأمر الذين لم يحصلا على أي شيء من تلك الإعانات، فيما كان لعائلة الفتى نصيبها من عملية الاحتيال التي جعلتها تقدم للمشتبه فيه مبلغا ماليا بقرابة 30 مليون سنتيم لمعالجة ابنها، قبل أن يتفطن الضحية الأول لألاعيب الصحفي المزيف، ما جعله يتقدم بشكوى لمصالح الدرك الوطني بموزاية التي فتحت تحقيقا معمقا في القضية، كشفت عن تفاصيل أخرى لهذا المحتال الذي تورط في قضية أخرى قدم خلالها شيكا بدون رصيد لمؤسسة توزيع وصيانة العتاد الفلاحي بموزاية، بعدما قام بشراء أنابيب سقي الأراضي بمبلغ يفوق 20 مليون سنتيم. من جهته، أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة العفرون، مع نهاية الأسبوع المنصرم، بإيداع المتهم الحبس الاحتياطي بعد أن وجهت له تهم النصب والاحتيال، مع انتحال صفة وتقديم شيك بدون رصيد، في انتظار محاكمته قريبا.