بعد واجب التحية أكتب لكم، سيدي الوزير، اليوم، عن معاناتي الشخصية.. ومعاناة سكان مدينة الشريعة في ولاية تبسة بمختلف فئاتهم العمرية وحالاتهم الإجتماعية والصحية، هذه المعاناة التي بدأت تظهر بقوة خلال السنتين أوالثلاث سنوات الأخيرة، ملخصا إياها فيما يلي: 1 إن مكتب البريد 120002 الواقع وسط المدينة.. وهو الأقدم تحت إدارة "س.ب"، أصبح لا يتسع للجموع الغفيرة من المواطنين المتهافتين عليه بشكل يومي، من مدينة الشريعة والمدن المجاورة مثل: ثليجان المزرعة، بئر مقدم وحتى العقلة بجن.. في أحيان كثيرة وبلدية الشريعة وحدها التي يقارب عددها سكانها التسعين ألفا (90 ألفا) لا يكفيها هذا المكتب البريدي الضيق جدا، فالإكتظاظ لا ينتهي أبدا، وبشكل يومي أي متردد على هذا المكتب لا يحصل على مبتغاه من خدمات إلا بشق الأنفس. وفي كل الأحيان لا يحصل أي مواطن على مبتغاه إلا إذا تعرضت كرامته للإنتهاك، ما اضطر الكثير إلى التعامل مع وسيط ودخيل غير شرعي يتعامل بدوره مع بعض موظفي المكتب البريدي لقضاء حاجاتهم مقابل عمولة معنية، يقال أنه يتقاسمها ذلك العميل مع بعض موظفي المكتب، وهذا فيه إهانة للمؤسسة التي تقدم خدمات عمومية، وفيها إجحاف لحق المواطن الشريف في الحصول بعدالة على خدمات مشروعة. كما أن المرضى مثلي، سيدي الوزير، كبار السن والنساء وغيرهم من الفئات ذات الأولوية، لا أولوية لاقيمة لهم في هذا المكتب، لأن المدير الحالي لا يأبه بهم أبدا ودائما، ومرة قال لي شخصيا.. رانا نخلصوا فيك بالمزية.. فهذه الفئات من الشعب تبقى تصارع الطوابير، وهي ليست حتى طوابير بل اكتظاظ غير لائق كل مرة للظفر بأبسط خدمة في هذا المكتب، وبالرغم من تكلم الكثير مع هذا المدير اللاإنساني بإنشاء شباك خاص بالفئات ذات الإحتياجات الخاصة، إلا أنه لا حياة لمن تنادي. لقد مللنا السكوت، والإكتظاظ واستفزاز بعض مسؤولي قطاع البريد في مدينة الشريعة، ومن تصرفاتهم اللامسؤولة تجاه الفئات ذات الحقوق، معتمدين على الله وعليكم في التدخل السريع والفعال في حل كل هذه الإشكاليات العالقة، إذ لو كان عندنا مسؤولون متحملون للمسؤولية فعلا لما اضطررنا للكتابة إلى معاليكم، فآذان المسؤولين في مدينة الشريعة من العصر البائد. تقبلوا في الإنتظار، سيدي الوزير، أسمى مشاعر الإحترام والتقدير عاشور فوزي بن عبد الحميد مريض التنقية الدموية (الدياليز) ص.ب رقم 463