بترول العرب الذي ارتفع سعره في السبعينيات وضعت أمواله في بنوك أمريكا وأوروبا.. وفي الثمانينيات استخدمت في شراء السلاح لصدام حسين من الغرب وأمريكا تحديداً للهجوم على إيران.. ومول العملية من أموال البترول كل دول الخليج بقيادة السعودية! وذهبت أموال بترول الخليج أدراج الرياح في هذه الحرب! وما بقي من أموال من عملية العراق الصدامي ضد إيران.. قامت أمريكا بأخذه فيما بعد عبر تمويل عاصفة الصحراء التي دفعت ثمنها السعودية ودول الخليج مجتمعة وبلغت فاتورة حرب الخليج الثانية ضد صدام تريليونات الدولارات دفعتها دول الخليج لأمريكا وقوات أمريكا.. وما تبقى من هذه الأموال قامت دول الخليج بصرفها في برامج تسليح لجيوش دول الخليج.. وهو عبارة عن برنامج شراء "خردوات" من السلاح الذي استغنى عنه الغرب في سياق تحديث أسلحة جيوشه! وعندما ارتفعت أسعار النفط مرة أخرى في العشرية الأخيرة قامت الدول العربية وبالأخص دول الخليج بتمويل التواجد الأمريكي في العراق والخليج وأفغانستان.. ومولت أيضا الحرب الأمريكية على الإرهاب حتى لا تتهم دول الخليج بأنها راعية للإرهاب وبصورة خاصة السعودية! وجرى إنشاء ما سمي بجيش درع الجزيرة الذي ابتلع إمكانيات هائلة من الأموال بغرض تحضيره لمواجهة ما يسمونه في الخليج بالتهديد الإيراني! وأهم ما قام به درع الجزيرة هو حماية ملك البحرين من شعبه بعد أن رقّى نفسه من أمير إلى ملك في إطار "الإصلاحات" الديمقراطية التي ينجزها جلالته لفائدة عائلته! واتضح من خلال عملية البحرين لدرع الجزيرة أن هذا الدرع سيوجه ضد أي شعب يهدد أمن أمير أو ملك في دول الخليج أو يهدد أمن الأساطيل الرابضة في المياه الخليجية الراكدة والتي يدفع ثمن تواجدها من أموال البترول حكام المنطقة! أخيراً تفتقت عبقرية حكام الخليج عن مشروع جديد لدمقرطة الحياة في البلدان العربية فقامت قطر مثلا بمساعدة الغرب على مصادرة الأموال العربية لدول أخرى ومنها ليبيا لأجل تمويل شراء السلاح لتحرير هذه البلدان من حكامها الفاسدين! وتحول أمير قطر إلى عضو في مجلس الأمن الدولي له حق الفيتو تماما مثل جزيرة مزموزة في أواسط القرن الماضي عندما أخذت مكان الصين كدولة عظمى! لأنها صناعة أمريكية!؟ أي بؤس هذا الذي يعيشه عرب حكامهم معتوهون وسفهاء وينبغي أن يرفع عنهم القلم!