أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، المسلمين بتقوى الله عز وجل فبها تصلح الأحوال وترقى أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، المسلمين بتقوى الله عز وجل فبها تصلح الأحوال وترقى. وقال: “حينما تكثر الفتن في الأمة والمتغيرات وتدلهم الخطوب والمحن في المجتمعات وتخيم على سمائها الصافية سحب المخالفات، فيلتبس الحق بالباطل ويختلط الهدى، بالضلال فإن الأمة لن تجد إلا في التمسك بالكتاب والسنة المستعصم، لأن في الكتاب والسنة الفوز والنجاة من المحن والمخرج من الورطات والفتن”. وأضاف: “في هذا العصر، وبعد أن تسربت إلى صفوف الأمة ألوان من المسالك المنحرفة وتسللت صنوف من الطرق الفاسدة واختلط الحابل بالنابل، وتشعبت المناهج والغايات وعمت الفتن والابتلاءات وتفرقت الأمة شيعا وأحزابا، وتاهت في أيام الزمان أعواما وأحقابا، وثارت عليها عواصف التغيير والمستجدات، وهبت عليها أعاصير التموجات والتحولات وتداعت عليها الأمم.. فإنه لا منجى للأمة إلا بالتمسك بكتاب ربها وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم”. وأردف “إن الوهن الذي أصاب الأمة والضعف الذي حل عليها كالغمة حتى انقلبت الموازين واختلفت المقاييس وانتكست الرايات واحلولكت الظلمات وعلت الفتن، كأمواج البحار الهادرة، وفشت في أفراد الأمة معضلات الأدواء فعلا صوت الغوغاء فوق الحكماء، فالوحي كاف للذي يعنى به، شاف لداء جهالة الإنسان، وإن امتطاء صهوة الأهواء والافتتان بالآراء والبعد عن كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام لهو الضلال والخسران والخزي والحرمان، حيث الفتنة والمحن المتلاحقة الممتدة، قال تعالى:”ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم”. وأوضح أن الله تعالى أمرنا بالرجوع إليه وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم عند التنازع والاختلاف يقول سبحانه:”يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا”. وقال: “إزاء ما تعيشه بعض بلاد المسلمين من فتن وأحداث، فإن كل غيور مهتم بشان أمته يلاحظ أنه حدثت فتن، وهناك من يشعل فتيلها ويسكب الزيت على النار ويعمل على إذكاء النعرات والعصبيات التي تفاقم الأوضاع سوءً وتمكن لأعداء الأمة استغلالها لأغراض خطيرة، ما يتطلب الوعي والإدراك لما يحاك للأمة الإسلامية من مؤامرات ترمي إلى الأضرار بوحدتها والعبث بأمنها واستقرارها وتشحن النفوس نحو الفتنة والفرقة بدعوات مضللة وشائعات مغرضة تنال من الثوابت والمسلمات وتطال الإساءة للرموز والمحكمات، أو المزايدة على الشريعة ليتحقق للأعداء، ما يريدون من إهدار للطاقات وتدمير للمقدرات وإشغال أمتنا عن كبرى قضاياها في ذكرى نكبتها. ولعل الغير يتفاءلون بالمصالحة والاتفاق بعد التجافي والافتراق، وإن من الفتن التي ضاعفت المحن وعلتها ودأبت على تأجيج جذوتها فتنة إذكاء النعرات الطائفية المقيتة المحتدة والعصبية الشتيتة الممتدة التي انحرفت عن الولاء الصحيح وفرقت صف الأمة الصريح. وشدد على أنه في خضم تلك الأمواج، واستشرافا لآفاق مستقبل أزهر أغر، لزم المجتمعات والأمم أن يعيدا صياغة أذهان الجيل من الشبان والفتيات وتنمية الوعي الإسلامي الصحيح لديهم في تواكب لأحداث العصر ومتطلباته وتطوراته وتحدياته، واستنهاضهم للاعتزاز بالهديين الشريفين كتاب الله وسنة نبيه عليه السلام، تحقيقا لوحدة الأمة وترسيخا لإخوة الإسلام. ودعا الله أن يحفظ الأمة الإسلامية من شرور الفتن كلها، ما ظهر منها وما بطن، وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان والاستقرار والرخاء.