لم يعد قاطنو حوش بوطاقة الواقع ببلدية العفرون بولاية البليدة، يعقدون آمالا كبيرة على السلطات المحلية للتكفل بمشكل المياه القذرة الذي نغص حياتهم على امتداد عقود، غابت عنها مظاهر الحياة الكريمة عنهم وعن محيطهم السكني الذي يضم عشرات المساكن التي يتقاسم فيها السكان معاناة بلون ورائحة واحدة، وهي التدفق المستمر لمياه الصرف الصحي عبر كل جهة من زوايا الحوش وأجوائه. ويقول هؤلاء إن أكثر ما يحزّ في أنفسهم وجود الحوش غير بعيد عن مقري البلدية والدائرة، وهو ما ينفي عن المسؤولين والمنتخبين المحليين أي حجة بعدم علمهم بالأمر، دون الحديث عن المراسلات الكثيرة التي تلقوها من قبل المواطنين الذين ما عادوا يؤمنون بشيء اسمه مصالح البلدية التي عجزت حسبهم عن التكفل بهذا الإشكال، وقالوا بتهكم إن ذات الجهة ربما تكون قد كوّنت قناعة بأنهم كونوا بدورهم قناعة ضد الأمراض التي تتهدد صحتهم وصحة أبنائهم الذين يكبرون وسط محيط غير صحي ومنفر على حد تعبيرهم. وتعاني 100 عائلة مقيمة بهذا الحوش من ظروف معيشية مزرية لم تشفع لها للاستفادة من مشروع لرأب خطر السقوط في حفر العفن التقليدية المنتشرة بالمكان، والتي يتقاسمها هؤلاء منذ نصف قرن، لتضاف إلى المجاري الصحية التي تحيط بتجمعهم السكاني من كل جانب، فيما لا تزال عائلات أخرى تتقاسم اسطبلا كان مخصصا لتربية خيول المعمرين خلال الفترة الاستعمارية، مع كل ما يعنيه ذالك من إحساس بالتهميش والإقصاء، ناهيك عن حالة ذات الإسطبل الذي تشققت جدرانه وتساقطت أجزاء من سقفه الذي يشرف على الانهيار على رؤوس ساكنيه الذين يطالبون بإيجاد حلول جذرية لانتشالهم من تلك البقعة التي خيمت على حياتهم بصور الكآبة والتخلف.