اغتنم نائب رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، ذكرى تأسيس الحركة، لينتقد جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، مبرزا أن قلقهما من حمس سببه مواقفها من الإصلاح “لإدراكهما أن حمس قادرة على التأثير في الساحة السياسية”. وكشف عن طموح الحركة في تحقيق أغلبية برلمانية خلال انتخابات 2017، بلجوئها إلى تحالفات جديدة. وقال عبد الرزاق مقري إن “الشريكين في التحالف ظنا للوهلة الأولى، بأن سقف حمس المرتفع في المطالبة بالإصلاح ما هو إلا مجرد اتباع للموجة، فلما أدركوا إصرار الحركة أصابهم القلق وفقدوا اللياقة في التعامل مع قادتها”، مضيفا أنه “لعل قلقهم ذلك مرده علمهم بقدرة الحركة على تغيير الموازين إن ثبتت على خطها السياسي الجديد، ولاطلاعهم على تنامي الأصوات المطالبة بالتغيير من داخل الصف لتأهيل الحركة للريادة”. وتطرق نائب أبو جرة سلطاني إلى الطموحات السياسية لحمس، موضحا أنها قررت تحسين وضعها على كل الأصعدة، وخاصة وضعها الانتخابي، بهدف تحقيق الأغلبية البرلمانية لتشكيل حكومة وطنية تتحمل مسؤوليتها بنفسها، وأوضح أن ذلك يأتي “من خلال تحالفات جديدة تقوم على قواعد وموازين جديدة تفرزها نتائج انتخابية صحيحة أقرب أجل لها هي انتخابات 2017، التي ستصادف تطورات في الجزائر والعالم العربي يمنع من التلاعب بإرادة الشعب”. وربط الرجل الثاني في حمس، في الكلمة المطولة التي أعدها بمناسبة ذكرى تأسيس حمس، الطموحات السياسية للحركة بالدور الإقليمي الذي يجب أن تلعبه الجزائر في التحالفات العربية المستقبلية، ثم السنية العربية-التركية والتحالفات السنية-الشيعية وفق رؤية مستقبلية لصالحها ولصالح فلسطين ولصالح العرب والمسلمين، ورغم الطموحات اعترف عبد الرزاق مقري، بالتراجع الكبير في أداء الحركة بعد رحيل شيخها محفوظ نحناح، وذلك على المستوى الشعبي أو المنظمات التابعة لها، بسبب الخلافات الشديدة التي عرفتها بعده، لكنه اعتبر الإنجازات التي حققتها الحركة بداية من الانتخابات التشريعية والمحلية لسنة 2007، ووصولا إلى مرحلة التغيير، “هامة في مسارها السياسي، خاصة أنها كانت سباقة إلى الدعوة لإرساء الإصلاحات واعتماد النظام البرلماني في الجزائر”.