هذه القائمة تكشف حقّا عن أنّ النظام الجزائريّ لا يزال يعيش في عصور ما قبل التاريخ، وأنّه تبعا لذلك، يؤكّد جهله أو يتعمّده تجاه الفاعلين الحقيقيين في المشهد الجزائريّ. تماما مثلما يضع بوخزنة والدا الحسين في نفس الكفّة؛ وهذه جريمة يعاقب عليها القانون، ولم يكن ناقصا في المشهد غير دعوة معتوه اتحاد الكتّاب المغتصب، وغيره من الكائنات الرخوية الشاهدة على هزال المرحلة، المغتصبة لكرامة من بقيت له ذرّة من الكرامة. أنا (صخشيا) أجد صعوبات جمّة في التفريق بين على بوخزنة زعيم حركة الوفاق الوطنيّ، ورشيد بوجدرة، وهما على مائدة غذاء عمّي بن صالح..ونفس المقاربة بين السيّدة المحترمة جميلة زنير وربيبتها شلبية، وبإضافة تابل من فصيلة سنيمائية منقرضة من مثل أحمد بجاوي، فإنّ القدر لن تتمخّض عنه غير “معكرونة” سيّئة المذاق، كتلك التي يحتّمها مدراء الابتدائيات على تلاميذ المناطق النائية. ومن الواضح أنّ هكذا تمثيل جزافيّ، لا يخدم، لا لجنة المشاورات ولا المشاورين. ولا يمثّل من يستحقّ أن يكون له تمثيل في المسألة. فبوجدرة لم يعد يمثّل أيّ اتجاه ولا أيّ لون ولا حتّى أيّ جيل؛ ولو كان السي الطاهر وطار العظيم على قيد الحياة، لسمعنا منه القول الفصل في المسألة. أما الأخت جميلة زنير، فعليها أن تهتمّ بشؤونها الأسرية ولا تتحدّث باسم أيّ كاتب جزائريّ، تماما كما هو مطلوب من السيّدة الموسمية شلبية، ودعوتي المخلصة والأخوية لها بالانسحاب من حياتنا السياسية الافتراضية إلى أبد الحقيقة. في حين لا أجد ما أقوله بشأن المسرحيّ سليمان بن عيسى غير الذي قاله الأخ احميدة عياشي، بخصوص عودة مسرحه “الموجة”..الموجة تتجدّد ولا تعود بتعبير العياشي، وفي ذلك موقف نقديّ مسئول و مؤسّس، لا يحتاج إلى الكثير من التأويل واللّغط. وبالمناسبة أقول إلى السيّد أحمد بجاوي، بأنّنا لم نعد في زمان الأبيض والأسود، حيث تنعم جزائر اليوم بطاقات شابة في المجال، لو أتيح لها فتات ما أتيح لبجاوي، لكانت اليوم تصنع أحداث السينما العالمية وليس حدث التشاور مع الشيخ بن صالح. ويا للوضع المأسوف عليه، حينما لا تجد السلطة محاورين حقيقيين، في السياسة والاقتصاد كما في الثقافة وجمعيات الرياضة...فيتمّ سدّ فراغ المكان بأيّة خردة ملقاة على طريق الانتقاء العشوائي، وذلك بحدّ ذاته مؤشر في غاية الخطورة على حالة الاهتراء المتقدّمة التي بلغناها..فاللّهم سترك يا ربّ..اللّهم سترك.