عندما كتبتُ مقالي الأسبوعيّ بيومية جزائرية محترمة، لا أزال أحبّها وأقرأها، برغم ما تلحقه بي من "كذا وكذا"، من مشاكسات على الطريقة الجزائرية؛ وكتبت يومها، أنَّ تعيين الصديق الرائع والمبدع الفذّ إبراهيم صديقي محافظا لمهرجان وهران للفيلم العربيّ، أمرٌ (...)
توقّفَ صديقي الصحفيّ المشتغل بفضائية عريقة، عند مداخل مدينة، في الجزائر العميقة، بعد يومين منَ السير والعمل. فارتأى أنّه المكان المناسبُ لارتشاف قهوة وكوب ماء، في هذا اليوم الساخن من رمضان، طالما أنّه في حكم المسافر، ويحوز بالصفة الرخصةَ الشرعية (...)
في هذه الحياة تحدثُ أمورٌ بغاية الغرابة، منها ما يُصدّق على قدر الاستيعاب، ومنها ما لا يستوعب أصلا، وفي مثل الظروف التي تمَّ خلالها اللّقاءُ بالأشقّاء اللّيبيين في سوسة والقيروان بتونس، اكتشفتُ معَ بوزيد حرز الله أنَّ ليبيا ليست مجرّدَ "كارت (...)
قبلت اللجنةُ المنظّمة لجائزة نوبل ملفّ ترشيح اتحاد الشغل التونسيّ لنوبل "السلام" من ضمن منظمات وهيئات وشخصيات دولية، وفي ذلك اعتراف مسبق بالدور الكبير الذي قام ويقوم به في المشهد السياسيّ التونسيّ
كقوة اقتراح وحكَم بين الخصوم السياسيين المتصارعين (...)
أثارت الرسالة التي كتبتها معَ الصديق الشاعر بوزيد حرز الله للمرشّحين بوتفليقة وبن فليس ردودَ فعل كبيرة لدى الأصدقاء في الوسط الثقافي، فمنهم من يلومنا بدعوى أنَّ على الكاتب أن يلتزم الحياد
ولا ينخرط في شؤون السياسة والصراع على السلطة، ومنهم من كان (...)
لم يسبقْ لي أن زرتُ رفقة صديقي الشاعر الكبير بوزيد حرز الله هذه المنطقةَ منَ الجنوب الغربيّ للبلاد، في مسار جولاتنا المكوكية برّا في ربوعَ الوطن، ولا أدري لماذا وقعَ الاختيار على هذا الاتجاه؟ فلقد أغرانا وجودُ كائنات صديقة في الطريق، قدْ نستأنسُ (...)
كتبَ الأستاذان الجامعيان، عبد العزيز بوباكير ومحمّد هناد قبلَ نحو خمس سنوات، رسالةً إلى الرئيس بوتفليقة، يترجيانه عدمَ الترشّح لعهدة ثالثة، لما في ذلك من مساس بقيمته التاريخية، ودوس على مبادئ الديمقراطية والتداول السلميّ على السلطة، خصوصا وأنَّ (...)
شاهدتُ على فضائية شبه جزائرية خاصّة، الكاتب والصحفي القديرَ عابد شارف، في حالة "تعذيب" نفسي وعقلي، مارسه عليه محاورُه الشاب من تلك القناة، فبينما كانَ يتوهّمُ أنّه بصدد طرح الأسئلة، لم يكن يرغبُ بالإستماع إلى إجابات المحاوَر، بقدر ما كانَ يرغبُ في (...)
يتساءلُ البعضُ: أينَ هم الكتّاب الكبار منَ الحراك؟ وعلى مشروعيته، فإنَّ السؤال في غير محلّه، لأنَّ المطلوبَ من هؤلاء ليسَ التظاهر والإعتصام، وإنّما إنتاج الأفكار والقيم والرموز، تماما كما هو مطلوب منَ الصحفيين، نقلَ الأخبار والمعلومات، وليس التظاهر (...)
عندما اصطدمَ قادةُ اتّحاد "الكُذّاب" الجزائريين برئيسهم السابق، قبلَ نحو سبع سنين عجاف، اجتمعوا في جنح الليل وقرّروا الانقلابَ عليه، لأنّه استأثرَ بالقرار ولم يعد يستشيرهم لا في صغيرة أو كبيرة؛ لا في ميزانية التسيير ولا في مواصفات السكرتيرة المحتمل (...)
قبلَ أن يصيرَ رئيسا للبرتغال، مرشّحا عن التيار الليبيرالي الجمهوري (1923 /1925)، كان مانويل تيكسيرا غوميز (1862 1941) يجمعُ بينَ صفتي "الكاتب" و«رجل السياسة"، ولم يكن وصوله إلى المنصب، لا ضربة حظّ ولا حلم شخصية من شخصياته الروائية، وإنّما مآل طبيعيّ (...)
يعتقدُ من يوصفون بالكتّاب والمثقّفين أنَّ عدمَ الخوض في السجالات السياسية والاجتماعية، نوع منَ النأي بالذات عن سفاسف الأمور، حفاظا على "بكارتهم" المكتسبة منَ التقادم في الصمت؛ فعدمُ اتخاذ مواقفَ واضحة من مسائل سياسية مصيرية وظواهر اجتماعية مدمّرة، (...)
أصبح الشاعرُ التونسيُّ الكبير محمد الصغير أولاد أحمد أحدَ أيقونات ثورة "الياسمين" التونسية، ورمزا من رموزها الشعرية، ليسَ فقط لانخراطه في الثورة منذ اندلاع شراراتها الأولى، بمسقط رأسه "سيدي بوزيد"، فتلك كانت لحظة طبيعية، لأنها استكمالٌ لمسار طويل (...)
لقد انتقل مفهوم "الشيتة" بمختلف تسمياته المحلية، من السلوك الشاذ والمشين وغير المقبول في الأعراف الاجتماعية، إلى حالة من التعميم، صار معها سلوكا طبيعيا، لا يجلب لصاحبه الشعورَ بالخزي والعار، بل أصبحَ نوعا من الاعتزاز بالذات، ومرادفا لفهم روح العصر (...)
لم يتلعثم عزّ الدين ميهوبي في تقديم نفسه مثقّفَ السلطة، الذي يعي دورَه داخل مؤسسات الدولة، ويؤدي عملَه وفق ما تقتضيه المهام الموكلة إليه، ويفتخر بصفته تلك، عن قناعة واعتزاز كبيرين بالذات، ما جلبَ له الكثيرَ من الإنتقاد على مواقع التفاعل الإجتماعي، (...)
لا أريدُ أن أُسمّي الضحيّةَ، ليسَ احتراما للموتى وإنّما لمقتضيات أخلاقية ومهنية صرفة، لأنَّ قضيّة الحال وقعت أطوارُها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وكان بطلَها "الدونكيشوت" الصديق عامر مخلوف، المعروف بنظرته النقدية الموضوعية وصدق سريرته، وتحكّمه (...)
في 1993 كان نزل "الدير" بوسط مدينة تبسة يعجُّ بالمخرجين السينمائيين والتلفزيونين، وبنقاد الفنّ السابع والصحفيين المتخصصين، في الدورة الثالثة لمهرجان تبسة الدولي للسينما والفيديو، وأبانت فيه جمعية "آمال" برئاسة جمال الدين حريز، عن قدرات غير مسبوقة في (...)
كنت في العاشرة من العمر، ما يعني أنني ومنذ جئت إلى الحياة (1968)، كان الرئيس الراحل هواري بومدين، رئيسا للبلاد، وليس غريبا ولا عجيبا أن يكون ارتباطي بهذه الشخصية كما ارتباطي بأقرب الناس إليّ، بحكم السن ذاك، وما كان يزرعه في وعينا كبار السن، حول (...)
لا توجدُ "يوتوبيا" مرجعية (جاهزة)، يستند عليها كلُّ مشروع كاتب لضمان انتماء أكيد لحقل الكتابة الإبداعية، وإنما لكلّ كاتب/ مبدع، بحكم تكوينه النفسي والثقافي والاجتماعي والتاريخي، قدرته على خلق "يوتوبياه" بوصفها "فانطازما" ذاتيا، هي بالنهاية والأساس (...)
هذه القائمة تكشف حقّا عن أنّ النظام الجزائريّ لا يزال يعيش في عصور ما قبل التاريخ، وأنّه تبعا لذلك، يؤكّد جهله أو يتعمّده تجاه الفاعلين الحقيقيين في المشهد الجزائريّ. تماما مثلما يضع بوخزنة والدا الحسين في نفس الكفّة؛ وهذه جريمة يعاقب عليها القانون، (...)
كشف نائب رئيس غرفة الصناعة والتجارة لولاية تبسة، بوعلاق عبد الرحمن، ل”الفجر”، أنّ قانون المالية لسنة 2009 تسبب في تشريد المئات من الوسطاء غير المصرّح بهم ممّن يسترزقون من ”الملابس المستعملة”، علاوة على تضرّر فئات واسعة أخرى من المجتمع كانت تقتني (...)
تدهورت أمس الحالة الصحيّة للسيّد رمضاني محي الدّين، المضرب عن الطعام منذ سبعة أيام بوسط مدينة تبسة، وقد تجمهرت حوله جموع غفيرة من المواطنين استجابة لصرخات والدته التي حلّت بموقع الإضراب منذ الساعات الأولى أمس.
وأمام حالة الهيجان التي اندلعت في محيط (...)
يدخل اليوم المستثمر محي الدين رمضاني يومه الرابع من الإضراب عن الطعام احتجاجا على ما يعتبره تجاوزات خطيرة يكون المدير الولائي للضرائب قد ارتكبها في حقّه، بفرضه ضرائب مزاجية على تعويض مالي ناله بقرار قضائيّ دامت معركته طيلة 16 سنة
تعود تفاصيل (...)
عرفت الصحفي القدير والكاتب الكبير معمر فارح عبر كتاباته في ''لوسوار دالجيري''، فصرت أقرأ له وأتابع أخباره إلى غاية تقاعده، وعودته إلى مسقط الرأس في مادور، التي أنجبت أبوليوس والطاهر وطار. والتقيته أوّل مرّة قبل بضعة سنوات في سوق أهراس، حيث كنت مدير (...)
تعبت كثيرا قبل أن أصبح صديقا للصّحفي القدير، والمترجم الفذّ بشير هروم، وأتعب أكثر في محاولتي الفاشلة هذه، لأكون في مستوى الكتابة عنه، فهو بطبعه شخص انعزالي وناقم على العالم، ليس لكونه غير قابل للمعاشرة، بل لعجز الآخرين عن تشريف مقتضيات تلك الصداقة، (...)