يعرف سكان وسط مدينة ميلة وبعض البلديات المجاورة، منذ أسابيع، تقطعا في التزود بالمياه الشروب، حيث عاش هؤلاء المواطنون أزمة حقيقية في هذه المادة الحيوية طيلة هذه المدة، خاصة مع موجة الحر التي تعرفها المنطقة، على غرار باقي مناطق الوطن. وأكد العديد من المواطنين أنهم دخلوا في أزمة حقيقية، خاصة أن بعضهم قد قام بالتخلي عن خزانات المياه في ظل تزودهم بالمياه الشروب طيلة أربع وعشرين ساعة على مدار الأسبوع منذ تدشين السد، حتى أنهم تخلوا عن صفائح المياه والدلاء. وأكد بعضهم أنهم توجهوا إلى أصحاب صهاريج المياه الصالحة للشرب من أجل التزود بهذه المادة الحيوية. كما استغرب بعضهم هذه الوضعية التي وصفوها بالمحيرة، خاصة أن المياه بسد بني هارون بلغت قرابة 850 مليون متر مكعب، أي بفارق 100مليون متر مكعب عن طاقة استيعابه. يشار إلى أن مشكلة المياه الصالحة للشرب عاشتها ميلة وضواحيها منذ أكثر من 6 أشهر، وهذا بعد العطب الذي أصاب المضخة الرئيسية بهذا السد وتشغيل المضخة الثانية. كما يشار إلى أن مشكلة هذه المضخة لن تعرف حلا إلا بعد نهاية السنة الجارية في ظل تماطل الشركة المستغلة للسد في تصليح العطب الذي أصاب المضخة منذ عام، خاصة مع نقص خبرة المهندسين الفرنسيين القائمين على إصلاح هذا العطب، وهو ما أكدته بعض المصادر من داخل قاعدة بني هارون.