كشف فلاحو بلدية القصبات بباتنة أن المرسوم الولائي القاضي بتحويل بعض المساحات الرعوية إلى أراض غابية قد أضر كثيرا بالنشاط الرئيسي في المنطقة، وهو تربية المواشي التي يبلغ تعدادها - حسب آخر التقديرات، - أزيد من عشرين ألف رأس من البقر والغنم والماعز أصبحت مهددة بفعل القرار المذكور وغير المدروس - حسب الفلاحين - خصوصا وأن المساحات الرعوية بالبلدية تقلّصت كثيرا خلال السنوات الأخيرة بفعل الرعي العشوائي وانجراف التربة والجفاف، وكذا عامل الحرائق التي أتت على مساحات رعوية وغابية هامة. وقد أكد المندوب الفلاحي لدائرة راس العيون أن مصالحه ستعكف، وفق هذا القرار، على غرس آلاف الهكتارات من الأشجار الغابية بدل النباتات العلفية، خلال الأشهر القادمة، غير أنه سيتم توسيع المساحات الرعوية على مساحة 500 هكتار مع استصلاح أراض أخرى وكرائها لمربي المواشي. وبالموازاة مع ذلك، سجل الفلاحون استياءهم من تأخر مشاريع الدعم الفلاحي المبرمجة في البلدية، كتوسيع مساحة الأشجار المثمرة وبناء الأحواض المائية وإنجاز السواقي، فقد أثبتت غراسة الزيتون والمشمش نجاعتها بالمنطقة، وهي الآن تتربع على مساحة 60 هكتارا، فيما بدأت تربية الدواجن والنحل تأخذ حيزا متزايدا من اهتمام المزارعين. وقد ردت المندوبية الفلاحية بدائرة راس العيون بأن الفلاحين هم الذين لم يبادروا للاستيضاح وتقديم ملفات الاستفادة من المشاريع التي بقيت حبرا على ورق دون سعي من الجهات الوصية لتفعيلها رغم الواقع المتردي للنشاط الفلاحي بالبلدية، التي تعد من أفقر بلديات الولاية، حيث يؤكد رئيس المجلس الشعبي البلدي أن هذه المشاريع تبقى غير كافية لتغطية كل الحاجيات، كما طالب برفع ميزانية البلدية ومزيد من الدعم والسرعة في تنفيذ البرامج المقررة. ويطالب الفلاحون بإنجاز سوق بالمنطقة لتسهيل بيع المنتجات الفلاحية وإنجاز حواجز مائية بالأنهار مع تزويد الآبار بالكهرباء بدل استعمال المضخات المشغلة بالوقود كونها تزيد من التكلفة المادية على عاتق الفلاح. ويرى سكان مشتة “لخليج” بالقصبات أن تحويل مصب مياه الصرف الصحي إلى الوادي المار بالمشتة ينذر بعواقب صحية وخيمة، ويوقف استغلال مياه الوادي رغم أهميتها في السقي. الكهرباء الريفية مطلب يتكرر منذ الاستقلال إلى ذلك تستمر معاناة فلاحي بلدية القصبات وسكانها في ظل غياب الكهرباء الريفية، الذي فرض على عشرات العائلات العيش في عصور اندثرت، حيث لا وسيلة للإنارة سوى الشموع والمصابيح الغازية في مشات عديدة، مثل “العقنة” و”بوطان” وغيرهما إذ تحرم عشرات العائلات من مشاهدة التلفاز واستعمال الأجهزة الكهرومنزلية الأخرى، وذلك منذ الاستقلال رغم تداول المجالس المنتخبة على البلدية. وقد تساءل المواطنون عن دور المسؤولين إذا كان سكان أقاليمهم الإدارية لم يروا النور منذ الاستقلال، بل ولم يحظوا بزيارة أي مسؤول للوقوف على انشغالاتهم التي أجبرت الكثير منهم على هجرة الحقول إلى مناطق أخرى بحثا عن الشروط الضرورية للحياة. وقد ناشد السكان مؤخرا السلطات الولائية الالتفات الجدي لمشاكلهم وانتشالهم من العزلة والتهميش، مؤكدين أن تفعيل البرامج الفلاحية الإنمائية لا يمر إلا عبر ترقية حياة الفلاح وتقريب المرافق الضرورية من البلديات والمشاتي الفلاحية، لا سيما المدارس والهياكل الصحية.