فرنسا الرسمية ترد على ليبيا غير الرسمية من خلال تكذيب وزارة الخارجية الفرنسية لما قاله سيف الإسلام القذافي لوسائل الإعلام من أن فرنسا شنت حربها على ليبيا بسبب مشروع المفاعل النووي الفرنسي الذي كانت فرنسا تنوي بناءه في ليبيا وغيرت ليبيا رأيها في الأمر.. وكذلك بسبب صفقة طائرات رافال التي كانت فرنسا تنوي بيعها لليبيا وألغيت الصفقة! وعندما نعود إلى ما قاله ساركوزي ذات مرة عندما انتقده الفرنسيون على فتح أبواب الإليزي للقذافي، حيث قال ساركوزي لمنتقديه في هذا الأمر: إنها مليارات الدولارات يا ناس! وإذا صدقنا فرنسا الرسمية وكذبنا ليبيا غير الرسمية وأبعدنا قضية المفاعل وقضية الطائرات الحربية.. وأبعدنا أيضا حكاية الرشوة التي قدمها القذافي لساركوزي بمناسبة الانتخابات الرئاسية الفرنسية فإنه لن يبقى أمامنا من سبب يجعل فرنسا تتحمس بهذا الشكل لقصف ليبيا بهذا العنف والحقد.. لم يبق إذن سوى التفسير الأخلاقي لعلاقة القذافي بحرم ساركوزي قبل أن تكون حرمه! وهي التي زارت ليبيا ومكثت عند القذافي عدة أيام بلياليها! وأقنعت القذافي بالإفراج عن السجينات البلغاريات! المثل الشعبي الجزائري يقول إذا حلفت فيك امرأة ينبغي أن لا تنام! وقد تكون مدام ساركوزي حلفت في القذافي لأنه حرك لسانه ضدها بما لا يليق.. خاصة بعد زواجها من ساركوزي! وقد يكون حقد ساركوزي بهذا الشكل على القذافي والشعب الليبي هو تحريشة نساء! أو على الأقل هو انتقام لشرف! وفي هذه ساركوزي فيه عرق عربي! فالأصول تقول: لا خير في من لا يغار على أنثاه! لكن السؤال الجدي الذي ينبغي طرحه هو: لماذا وصل العالم إلى هذا المستوى من الانحطاط؟! دولة عضو في مجلس الأمن ولها مسؤوليات دولية في حفظ السلم والأمن الدوليين تشن حربا على دولة مارقة بسبب علاقات نسائية؟! ثم ما قيمة مشروع الثوار في بنغازي إذا كانت "ثورتهم" ضد القذافي سببها الانتقام لشرف ساركوزي.. وليس الانتقام لشرف الشعب الليبي الذين قالوا: إن القذافي اعتدى عليه مدة 24 سنة وهم ساكتون؟! إنها مأساة الدول العربية التي أصبحت البدائل السياسية فيها ألعن مما هو قائم في موضوع التبعية والعمالة!