يتحدث الدبلوماسي روبيرت فورد، سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية الجديد بالجزائر في أول حوار له مع الصحافة الوطنية عن رؤية واشنطن لعدد من الملفات الدبلوماسية، الأمنية وأفاق التعاون في القطاعات الاقتصادية والثقافية. ويكشف السيد روبيرت فورد، وهو من الدبلوماسيين الأمريكيين الذين يجيدون بشكل ناجح اللغة العربية الفصحى، خلال استضافته "الشروق اليومي" بمقر السفارة الأمريكية بالعاصمة، عن وجود استثمارات تابعة لشركة "سوناطراك" بالولاياتالمتحدةالأمريكية وأيضا عن "ورقة الطريق" التي اعتمدها لترقية التعاون بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ومواقفه من قضايا تخص صلب التعاون مع الجزائر وملفات إقليمية مثل الصحراء الغربية وأبرز قضايا العالم العربي الإسلامي ومنها الوضع في فلسطين والموقف من "حركة حماس" و"حزب الله". ولأول مرة تخلى السفير الأمريكي الجديد عن الكثير من قيود "واجب التحفظ" التي تفرض عادة على ممثلي السلك الدبلوماسي الأجنبي وتحدث عما يشعر به في الجزائر التي عمل فيها منتصف التسعينيات عندما كانت الأوضاع الأمنية خطرة للغاية. نص اللقاء: حاوره: انيس رحماني/مراد أوعباس - تصوير جعفر سعادة - كل سفير أمريكي يعين في أي بلد من البلدان يستلم مع التعيين، وخاصة في التقليد الأمريكي، خارطة طريق، فما هي خارطة طريق سعادة سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر؟ * ما نريد عمله خلال السنوات المقبلة هو تقوية العلاقات بين الجزائروالولاياتالمتحدة على عدة أصعدة. أولا، التعاون بين البلدين في المجال الأمني والذي تطور بعد أحداث سبتمبر بشكل مهم جدا. فالزيارات بين الضباط والعسكريين الجزائريين والأمريكيين موجودة حاليا بعد أن كانت غائبة تماما خلال المأساة الوطنية. هذا التعاون موجود ومتين وسنعمل على تقويته. ثاني محور هو المجال التجاري والاقتصادي، وهناك هدفين: الأول زيادة الاستثمارات الأمريكية في قطاعات أخرى غير قطاع المحروقات. واعتقد أن العلاقات الجزائرية - الأمريكية في المجال البترولي جيدة ومعروفة، لكن الجزائر ستستفيد اكثر في قطاع الإنشاءات وفي مسألة المصارف والبنوك التي تبقى دون المستوى المطلوب. وأهم شيء من وراء هذه الاستثمارات هو زيادة فرص العمل، ثم مساعدة الجزائر على أن تنافس على المستوى الدولي اقتصاديا في قطاعات غير بترولية. والهدف الثاني، هو أننا نتمنى للجزائر أن تلتحق بالمنظمة العالمية للتجارة. كما لدينا خبراء جاءوا للعمل في الصحافة، لدينا أيضا خبراء يشتغلون مع البنك المركزي لتقوية قطاع البنوك وخبراء جاءوا هنا للعمل مع وزارة المالية. كما لدينا خبراء باستطاعتهم - إن أرادت الحكومة الجزائرية - تحضير المسارات المختلفة بخصوص انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة. واعتقد أن مستقبل الجزائر هو أن تنضم تدريجيا إلى الاقتصاد العالمي. فإذا زرتم الأردن خلال الأعوام الماضية فسوف تلاحظون نموا اقتصاديا ضخما. ومن الممكن أن يحدث نفس الشيء هنا في الجزائر. هذا في المجال الاقتصادي والتجاري. أما في المجال الثقافي، فأرى شخصيا أن هناك ميزة جزائرية تتمثل في أن الكثير من الجزائريين مرتاحون لطريقة التفكير الغربي وفي نفس الوقت لطريقة التفكير العربي الإسلامي. وهذا شيء نادر في تجربتي الدبلوماسية سواء في الدول العربية أو دول أخرى. إذن نحن الغرب وكمجتمع أمريكي يمكن أن نستفيد من فهمكم العربي والغربي وكيفية التعايش مع بعض، لذا نريد من جانبنا أن يكون هناك تبادل ثقافي. أما سياسيا، فنريد - مع تقوية الجزائر على المستوى الدولي - أن تكون هناك مشاورات مكثفة حول القضايا في الإقليم وفي المنطقة ككل. وهذه الاستشارات مهمة جدا. فالجزائر لديها سمعة ممتازة بين كل البلدان، لأنها تعتبر دولة محايدة. إذن، يمكن لها أن تستخدم هذه السمعة في لعب دور إيجابي جدا على المستوى الدولي. كما نريد أن نتشاور مع الجزائريين حول قضايا الساعة سواء في المغرب العربي أو الشرق الأوسط أو العالم ككل. و هذه هي المحاور الأربعة التي سنعمل عليها. - كلما طُرح موضوع التقارب الجزائري - الأمريكي، يطرح معه موضوع العلاقات الجزائرية - الفرنسية، ويتساءل البعض إذا كان هذا التقارب سيكون على حساب الفرنسيين؟ * أولا، نريد ونحن في الجزائر أن نربط علاقات قوية مع كل البلدان ولا نريد أن نكون سببا في دحض علاقات بين الجزائر وبلد آخر. فهذه ليست غايتنا هنا. واعتقد أن المميزات والامتيازات بين الجزائر وأمريكا ستكون واضحة. - تحدثتم عن تطوير التعاون الاقتصادي خارج قطاع المحروقات، وأشرتم إلى قطاع الإنشاءات والخدمات، فهل هناك تصور لمشاريع جاهزة، أو معالم أولية لمشاريع ضخمة في الجزائر؟ * هناك اهتمام أمريكي في بعض المجالات، فمثلا هناك استثمار أمريكي جديد نسبيا في قطاع الإنشاءات وهو مشروع مصنع منتجات إنشائية في العاصمة. ومن جهتي أودّ تشجيع الشركات الأمريكية على المجيء هنا إلى الجزائر لترى ما هي فرص الاستثمار الموجودة. - وماذا بالنسبة للبنوك، والمشاريع الكبرى مثل الطريق السيار شرق غرب؟ * الحكومة الجزائرية لم تختر مقاولين أمريكيين وهذا من حقها. وإذا ما كانت هناك مشاريع أخرى كبرى اعتقد أن الشركات الأمريكية ستهتم بها، لكني شخصيا أفرق بين الاستثمارات وتنسيق المشاريع، وأرى أن الاستثمارات الأمريكية هنا أو الجزائرية في أمريكا تفيد البلدين على حد سواء. فهل تعلمون مثلا أن هناك استثمارات جزائرية في مجال البترول من طرف شركة سوناطراك في أمريكا.. هذه هي العولمة. - بالنسبة للتعاون الأمني، هناك قضية الجزائريين المسجونين في غوانتنامو التي يتكرر الحديث عنها في كل مرة. وكان هناك مسؤول أمريكي كبير في الخارجية الأمريكية قد زار الجزائر نهاية العام الماضي وجرى بحث الموضوع. فهل هناك جديد في هذه القضية؟ * بخصوص الجزائريين في غوانتانامو ليس هناك خبر جديد، لكن هناك جدلا كبيرا في واشنطن حاليا والمسألة مطروحة أمام الكونغرس. والمشكل الكبير هو كيفية إيجاد توازن بين احتمالات مكافحة الإرهاب من ناحية، وفي نفس الوقت الالتزام بالحفاظ على حقوق الإنسان. والمحافظة على هذا التوازن بصراحة ليس بالأمر السهل، وهو موضوع نقاش حالي ومن الممكن أن يصدر الكونغرس الأمريكي قرارات قريبا. - في خضم حديثنا عن مكافحة الإرهاب يجري ترديد انتقادات ضد الإدارة الأمريكية مثل أن واشنطن تكافح الإرهاب في العالم، ولكن لا تساعد الجزائر في الحصول على الأسلحة، وربما كان هذا دافع وراء إبرام صفقة ضخمة مع روسيا للتزود بالأسلحة؟ ما تعليقكم؟ * على الحكومة الجزائرية أن تطلب أولا وبشكل رسمي الحصول على الأسلحة، وهو ما لم يحدث لحد الساعة. فلو تقدمت إلينا الحكومة الجزائرية بطلب رسمي لشراء أسلحة لكنا قد درسنا الملف. فمن حيث المبدأ ليس لدينا مانع، وإن كانت مثل هذه الصفقات تتطلب دراسة ولكن بإرسال طلب رسمي ومكتوب. - هناك توافد عدد كبير للمسؤولين الجزائريين إلى واشنطن بداية من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، ووزير الخارجية، محمد بجاوي، وقائد الأركان، ڤايد صالح، واغلب الوزراء زاروا واشنطن. والآن فلنتحدث عن زيارة المسؤولين الأمريكيين الجزائر، متى يزور الرئيس الأمريكي جورج بوش الجزائر؟ - خلال السنة الماضية زار عدد من المسؤولين الأمريكيين الجزائر، من بينهم دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع، وكذلك مدير وكالة التحقيقات الفديرالية وبعض المسؤولين من الخارجية من بينهم نائبة وزيرة الخارجية التي جاءت للتوقيع على اتفاق بخصوص التعاون العلمي، واعتقد أنه في بداية السنة القادمة ستكون هناك زيارات إضافية قد لا نتحدث بشأنها اليوم، لكن بشكل عام وقصد تحسين العلاقات ستكون هناك زيارات إضافية. - تحدثت بعض الصحف عن زيارة مرتقبة لكوندوليزا رايس، إلى الجزائر، ولكن الزيارة كانت في كل مرة تتأجل، هل هناك رغبة فعلا لدى رايس لزيارة الجزائر؟ * ليست لدينا معلومات عن وجود زيارة جديدة يجري التحضير لها، ولكن اعتقد ان السيدة ترغب فعلا في زيارة الجزائر في حال سمحت الظروف لها بالخروج من واشنطن حسب الأجندة وبرنامج العمل المسطر لدى السيدة الوزيرة. - عاد النقاش مجددا حول مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي قد يكون مثلما تذكر بعض الأوساط على حساب اهتمامات واشنطن بمنطقة المغرب العربي سيما مع ما يحدث في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط على العموم، هل مازالت المنطقة في صميم الاهتمامات الأمريكية؟ * نعم، طبعا والجزائر جزء من العالم العربي وجزء من المشروع، ونحن نتعاون معها كجزء من العالم العربي، والاهتمامات كبيرة جدا في هذا المشروع. هناك برنامج تقديم المساعدات التقنية لبعض الصحف هذا جزء من المشروع، فضلا عن تقديم مساعدات تقنية للمؤسسات المالية كالبنوك وشركات التأمين، وهو جزء من المشروع. وهناك أيضا برنامج ومشاريع للتعاون مع الأحزاب السياسية بالتنسيق مع المعهد الديمقراطي الأمريكي، وهناك أيضا علاقات التعاون الثقافي مع الجزائر وتدخل في إطار المشروع وإن شاء الله الجزائر ستستفيد من هذه المشاريع، وهذه المبادرة والتي تمتد تدريجيا إلى كل البلدان العربية قصد تحسين العلاقات والتقليص من ظاهرة التطرف، هذا هو الهدف من البرنامج. المبادرة تختلف من بلد عربي إلى آخر حسب خصوصيات كل دولة، المهم أننا نكثف من التجربة والاتصالات، وعلى كل بلد أن يستفيد من البرنامج والمبادرة بالطريقة التي تخصه. - كيف تنظر واشنطن إلى الوضع الراهن في الصحراء الغربية؟ * الوضع بصراحة في الصحراء الغربية وضع غير مريح، ولا يفرح، وأوضاع اللاجئين والشعب الصحراوي يستحق التغيير، وقد زار الكثير من الدبلوماسيين والسفراء الصحراء الغربية والمخيمات وشاهدوا كيف يعيش الناس هناك ظروفا صعبة، وبصراحة الأوضاع هناك ليست في صالح الصحراويين، ولا في صالح البلدان المعنية بالأمر، ونحن نرى انه حتى تكون هناك علاقات أقوى بين بلدان المغرب العربي، يجب حل قضية الصحراء الغربية التي صارت فعلا عقبة وتعرقل مسار البناء المغاربي، والسؤال هنا كيف نحصل على التقدم؟ هناك خلال الشهر القادم مناقشة في الأممالمتحدة، ونحن نعتقد انه حتى يحدث التقدم في القضية يجب أن تكون هناك مناقشة مباشرة بين الأطراف المعنية، وإذا لم يحدث ذلك يبقى دائما الوضع مجمدا وغير مريح. - طرحت السلطات المغربية مبدأ مقترح الحكم الذاتي، ما هو رأي الإدارة الأمريكية في ذلك؟ هل تدعمه؟ * الحكومة المغربية سبق ان قدمت لنا هذه الفكرة ولكن شجعناها على طرح مبادرة واقتراحات تعطي فيها اكبر قدر ممكن من الصلاحيات للمسؤولين الصحراويين، وانتم تعرفون ان الكلام في السياسة وخاصة في المفاوضات بدون تفاصيل يصبح كلاما سطحيا، وبدون معنى. - بعد 5 سنوات من أحداث 11 سبتمبر التي هزت العالم، كيف تنظر واشنطن لقضايا الإرهاب والإسلام والمقاومة؟ * هذا سؤال "مليح "، نحن حققنا بعض النجاحات في جهودنا في مجال مكافحة الإرهاب، ولكن مازال هناك خطر يتهدد أمريكا والعالم، هناك أناس فقدوا مصادر التمويل، لكن رأيتم ما حدث في السعودية، والأردن ولندن والمغرب، حجم نشاط القاعدة تراجع، لكن مايزال هناك نشاط بعض الجماعات الأخرى، وبالرغم من بعض النجاحات المحققة، فبعد 6 سنوات هناك تعاون دولي مكثف لمحاربة ومكافحة الإرهاب أقوى من السابق، دول أوروبا اليوم تناقش مع أمريكا والبلدان العربية و ول العالم الإسلامي، من إفريقيا وآسيا سبل مكافحة الإرهاب، رغم بعض النجاحات المحققة يبقى هناك المزيد من العمل الذي ينبغي إنجازه. أما بخصوص الإسلام فدعني أؤكد لكم على شيء مهم أن الحرب على الإرهاب لا تعني الحرب على الإسلام، فلدينا جالية في أمريكا تتكون من 2 مليون من المسلمين الأمريكيين يعيشون معنا، ونحن نفرق بين الإرهاب، والإسلام كدين موجود محترم ومقدس، ومتطرفين يحاولون استغلال الأديان لأغراض مشبوهة، هذا الطرح موجود في أمريكا، وليس معنى هذا أن المشاكل غير موجودة في امريكا، أنا لا أقول هذا ولكن ليس بالشكل الذي نصوره، ولعلكم قرأتم عن قضية الشاب الذي أجبر على نزع "تي شورت" مكتوب بالعربية في مطار أمريكي، الصحيفة التي نقلت الخبر استهزأت منهم، لأنه لا يمكن لتي شورت أن يفجر المطار، المشاكل الموجودة ستتناقص خلال السنوات القادمة. في نهاية المطاف على كل البلدان والأديان أن توحد الصفوف ضد التطرف وضد قتل الأبرياء. - مع ذلك سعادة السفير هناك خلط مقصود تمارسه الإدارة الأمريكية بين مكافحة الإرهاب، وحق الشعوب المحتلة في مكافحة الاحتلال، كما هو حاصل في الأراضي المحتلة في فلسطين، وكذا في لبنان، ما هو الحد الفاصل في نظر الحكومة الأمريكية بين الإرهاب والمقاومة؟ * أظن أن الجزائر عندها فهم أكثر من غيرها من البلدان العربية أن الإرهاب في نهاية المطاف يقتل الأبرياء، وأنتم تتذكرون ما حدث في الجزائر من ذبح الأطفال والنساء والمزارعين واغتيال الصحافيين والمسرحيين وقتل المسؤولين في الحكومة، نحن نعتبر حماس التي تطلق الصواريخ وتضرب البيوت بشكل عشوائي وتقتل الأبرياء، نعتبر هذا إرهابا. حماس التي تضع كيسا فيه متفجرات داخل الحافلة لتفجير الأبرياء، نعتبر ذلك إرهابا. هذه ليست مقاومة.. هذا إرهاب. إذا كان الفلسطينيون يريدون تشكيل دولة مستقلة، نحن موافقون وقد سبق للرئيس بوش أن قال هذا منذ أربع سنوات. نحن لسنا ضد فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، ولكن السؤال ليس في الدولة الفلسطينية وتقدم عملية السلام، ولكن السؤال الوحيد هنا: هل يجوز فعلا قتل الأبرياء؟ - وماذا عن الأبرياء الفلسطينيين الذين تقصفهم إسرائيل يوميا؟ هل هو الكيل بمكيالين؟ * أعتقد أن الأمر واضح هنا وبإمكانكم أن تزوروا مواقع الإنترنت وتطلعوا على التقرير السنوي لأوضاع وحالة حقوق الإنسان في فلسطين لتعرفوا الموقف الأمريكي. وقد طلبنا عدة مرات من إسرائيل عدم قصف الأبرياء والمدنيين الفلسطينيين، وعلى الجانبين نبذ العنف والإرهاب والجلوس إلى طاولة الحوار والمفاوضات. ولكن من غير المعقول أن نطلب من إسرائيل أن تتجنب المقرات التي تطلق يوميا صواريخ تقتل أناسا أبرياء أو تضع متفجرات في محطات الحافلات وتقتل خمسين مدنيا. علينا جميعا نبذ العنف. - هناك موقف أمريكي صارم ضد "القاعدة"، ولكن العمل مع الجزائر محدود في مجال مكافحة "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي أعلنت ولاءها للقاعدة، حيث اقتصر التعاون على تقديم الجزائر معلومات لواشنطن لمكافحة "القاعدة" ولكن الجزائريين لم يتحصلوا على مساعدات ذات معنى مقابل المساعدة لواشنطن؟ * ليس عندي معلومات حول هذه "الشكوى"، وسأتحدث إلى المسؤولين الجزائريين. ولكن دعني أؤكد لكم على شيء، نحن نعتبر هذه الجماعة جماعة إرهابية، وإذا كانت الحكومة الجزائرية تحتاج شيئا من عندنا في مجال مكافحة الإرهاب في الجزائر، فنحن جاهزون "واجدين" للمناقشة مع الشركاء الجزائريين والتعاون في مكافحة الإرهاب. - هناك نشاط أمريكي في الصحراء الجزائرية، ودول الساحل الإفريقي، ما هي مساهمة واشنطن في مكافحة الإرهاب في هذه المنطقة؟ * هناك مبادرة تشمل تسعة بلدان من بينها الجزائر، السنغال، النيجر... وقد وفرنا تدريبا مشتركا وأجهزة ولقاءات بين الشركاء، وأمريكا مستعدة للتعاون من خلال هذا المبادرة مع كل البلدان بما فيها الجزائر إذا أرادت ذلك، وعليهم الاختيار ونحن دائما نرحب بهم. - أنت كنت في الجزائر سفيرا في التسعينيات، وعشت الأوضاع السابقة، واليوم تعود سفيرا من جديد. كيف كان شعورك، وما هي الرؤية التي كانت في ذهنك حول الوضع في الجزائر أنذاك؟ * بصراحة، إلى حد ما تعتبر إعادة تعييني سفيرا تحقيقا لحلم، لأني عشت هنا مع زوجتي قبل عشر سنوات، وكانت الأوضاع صعبة جدا، تقتيل النساء والأطفال وذبح يومي، وهذه صور مرفوضة. وأعرف أناسا قتلوا رحمهم الله.. باختصار كانت الأوضاع صعبة جدا، ولكن اليوم الحمد لله.. وأقول الحمد لله ألف مرة.. أن الأوضاع هنا تحسنت، والناس في المدن والقرى مايزال باستطاعتهم التعبير عن رأيهم. فالجزائري مقارنة مع بعض البلدان التي اشتغلت فيها، باستطاعته أن يعبر عن رأيه وستكون لي فرص أخرى للاحتكاك مع الناس، وإن كان أمامي واجب تحسين لغتي للتواصل أكثر والتفاهم مع الناس.