لا زال ملف قفة رمضان على مستوى ولاية أم البواقي يصنع الحدث، ليس من خلال المبالغ المالية التى رصدت له، أو رفع عدد العائلات المعوزة، والتي من المقرر أن تستفيد من العملية التضامنية، بل من التجاوزات الحاصلة على مستوى عملية ضبط القوائم المعنية بالعملية، ومرحلة توزيع الأظرفة المالية، وكذا الفضائح التي رافقت توزيع قفة رمضان بالنسبة لبلدية أم البواقي العام الماضي وفي هذا الصدد، أمر قاضي التحقيق لدى مجلس قضاء أم البواقي، باستدعاء المتهمين في سرقة 800 قفة خلال شهر رمضان للعام الماضي، والذين وجهت لهم تهمة الإهمال الواضح المؤدي إلى ضياع أموال عمومية، وبهذا الخصوص تم توجيه استدعاء مباشر لجميع المشتبه بهم والمقدر عددهم ب9 متهمين من أعوان حظيرة وموظفين وعمال بلدية، فضلا عن النائب الأول لرئيس المجلس الشعبي البلدي، وكذا عضو منتخب بذات المجلس، أما عن سير العملية فهي تعرف ملاسنات ومشادات يومية وطوابير لا متناهية. “الفجر” رصدت سير العملية، ومدى رضا المواطنين بها، حيث تأسف العديد ممن تحدثنا إليهم، واعتبروا الطريقة التي توزع بها الأظرفة المالية مهينة للعائلات، بدل من أن تخفف من معاناتهم، فيما اعتبر البعض أن الوقوف في الطوابير ومن ثمة المناداة على اسم المستفيد هو نوع من التشهير يستهدف بالأساس كرامة الفقراء. يذكر أن المبلغ المرصود لقفة رمضان بأم البواقي هذه السنة، بلغ مليارا و51 مليون سنتيم يستفيد منها 3000 معوز خصص لكل واحد مبلغ 4000 دج، أما بعاصمة “الحراكتة” عين البيضاء، فقد اتهمت اللجنة القائمة على العملية بإشراك العديد من الجمعيات غير المعتمدة، وكذا التي لم تجدد اعتمادها في تحضير القوائم، وإدراج أسماء دون ألقاب لأجل التلاعب في هوية المستفيدين من العملية التضامنية. مصدر بالبلدية نفى هذه الاتهامات واعتبرها عارية من الصحة، في المقابل أكد أن أعضاء المجلس المحلي بصدد عقد مداولة لتغطية العجز، حيث رصد مبلغ 924 مليون سنتيم ل2300 معوز بدلا من 3300 معوز من المقرر أن يستفيدوا من العملية. ... واحتجاج وغلق للطريق بعين فكرون وفي ذات الإطار، عرفت عملية توزيع قفة رمضان بمدينة عين فكرون احتجاجا من قبل العائلات الفقيرة، تمثل في اعتصامهم أمام مقر البلدية، وإغلاقهم الطريق الوطني رقم 10 الرابط بين أم البواقي وقسنطينة لبضع دقائق، وهذا بسبب الإقصاء الذي طالهم وكذا لعدم أهلية لجنة ضبط القوائم، التي أقصت جمعيات الأحياء والمجتمع المدني. مدينة عين كرشة، لم تشذ عن القاعدة، فقد خرج مجموعة من الشباب مطالبين بحصتهم من قفة رمضان، وذلك بتسجيلهم لوقفة احتجاجية أمام مقر البلدية، فيما قام أحدهم بتكسير زجاج مصلحة الحالة المدنية، أما السلطات المحلية فقد استمعت للمحتجين، فيما حررت شكوى ضد المتهم والقاطن بالقرب من ابتدائية سبعة شهداء.