وقف مدرب المنتخب الوطني العسكري عبد الرحمان مهداوي عند نقطة مهمة جدا، عقب الإنجاز الكبير الذي حققه رفقة العسكر، الذين تقلدوا لقب أبطال العالم في البطولة العالمية الأخيرة بالبرازيل. معربا أن اللاعب العسكري همه الوحيد هو تأدية خدمته الوطنية على أكمل وجه، وذلك بعيدا كل البعد عن لغة المال والمنح. على عكس رغبته الجامحة وإصراره في الوصول إلى تحقيق أهدافه، كما أنه إذا ارتكب خطأ فإنه سيعاقب لا محالة، إلا أنه سيكون حتما راضيا بالعقوبة في النهاية كل هذه الأمور تجسدت حسب المدرب مهداوي، في ظفر العسكر بكأس العالم لأول مرة في تاريخ الجزائر، بعدما احتكرها المصريون طوال السنوات الماضية. وتطرق المدرب الوطني العسكري عبد الرحمان مهداوي في بداية الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقر صحيفة المجاهد ت إلى قصة هذا الإنجاز التاريخي، الذي يفسر مدى حداثة الجيش الوطني ومراهنته على الرياضة في شتى الاختصاصات. كما اعتبر مهداوي أن الهدف الأساسي الذي سطره رفقة المسؤولين العسكريين، كان يتمثل في احتلال مرتبة مشرفة مع الأربعة الأوائل، إلا أن الأهداف سرعان ما تغيرت مع اكتشافهم لأجواء المنافسة في ريو دي جانيرو، لأن عزيمة رفقاء عواج كانت كبيرة وثقتهم في أنفسهم تضاعفت، الأمر الذي ساهم في تألقهم من مباراة لأخرى، بالإضافة إلى العمل الجماعي الذي أعطى نتائج ممتازة في النهاية. “كنا نحلم بمواجهة البرازيل لكن الواقع كان شيئا آخر” ربما أن أي لاعب سواء في الجزائر أو في بلد آخر يحلم بمواجهة منتخب السامبا، وهو الحلم الذي حققه أشبال مهداوي، على حد تعبير الأخير، الذي أشار إلى أن روح لاعبيه عند أول مواجهة ضد منتخب البرازيل الغني عن كل تعريف، كانت كبيرة، فرغم قوة الخصم إلا أن إرادة رفقاء عقبي كانت أكبر، خصوصا في لقاء نصف النهائي، حيث كانوا أكثر تأهبا وفي أذهانهم أن المعجزة حقيقة في مصطلحات كرة القدم وأنهم ليسوا أصغر من البرازيليين، وإن الفوز وقطع تأشيرة التأهل إلى النهائي هو هدفهم، قبل أن يواجهوا المنتخب المصري بطل النسخة الأخيرة، ليحرزوا اللقب العالمي في آخر المطاف عن جدارة واستحقاق. “اهتمام كبار المسؤولين في البلاد والصحافة الوطنية ضاعف من عزيمتنا” أوضح مهداوي أن اهتمام أكبر المسؤولين في البلاد، انطلاقا من رئيس الجمهورية والفريق القايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني ووصولا إلى آخر جندي في الجيش، زاد من حماس اللاعبين وضاعف من رغبتهم في الظفر بالتاج العالمي، مضيفا أيضا تعامل وسائل الإعلام وتغطيتها للمنافسة رغم بعد مكان المنافسة، جعل اللاعبين يشعرون أكثر بالمسؤولية، قصد إسعاد الشعب الجزائري ورفع الراية الوطنية في سماء ريو دو جانيرو. “السقوط الحر للخضر كان واردا وغياب استراتيجية واضحة أفقدهم توازنهم” يمكننا أن نفهم من تقييم المدرب الوطني العسكري لمسيرة المنتخب في بطولة العالم الأخيرة بالبرازيل، أن احترام القانون العسكري كان سبيلا للوصول إلى هذا الإنجاز، فكل لاعب ملزم بأداء واجبه العسكري واحترام مبادئ مهمته. وهذا بالذات ما لا نجده عند المنتخب الوطني المدني، لأن الحديث مثلا عن المنح والمزايا أصبح يستبق مواعيد المباريات، الشيء الذي انقلب ضد أهداف المنتخب الوطني الأول، الذي بات مهددا بعدم التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة، بعدما وصل إلى القمة من خلال مباراة أم درمان وتأهله إلى مونديال جنوب إفريقيا، قبل أن يحدث التراجع، فرغم أن ذلك كان منتظرا مثلما حدث ويحدث مع أكبر المنتخبات العالمية كفرنسا وألمانيا، إلا أن حالة الجزائر خاصة، فغياب سياسة تسيير واضحة جعلها تخسر الكثير في النهاية، بدليل بحثها عن نقطة الصفر للبحث عن انطلاقة جيدة بمدرب أجنبي وتشكيلة مغايرة. “الأموال وراء تدافع كوادر المنتخب على الخليج.. والمنتخب الوطني هو الخاسر” وفي رده على سؤال خص هجرة ركائز المنتخب الأول إلى الخليج، قال المدرب مهداوي أن أمرين اثنين لا ثالث لهما على اللاعب المحترف أن يختار أحدهما، فإما البحث عن تطوير مستواه والعمل من أجل الوصول إلى هدف ما وإما تفضيل الأموال وترك الباقي. وهذا ما يحدث مع لاعبينا الذين انحدروا من أندية أوربا نحو أندية قطر والسعودية في صورة كريم زياني، عنتر يحي، نذير بلحاج ومجيد بوڤرة، مضيفا بأن وراء حدوث مثل هذه الصفقات وكلاء قادوا لاعبينا من خلال تقديمهم لأحسن العروض إلى تغيير الوجهة نحو الخليج، معربا بأن الفارق في المستوى بين بطولات أوروبا والبطولات الخليجية واسع، ما يفسر أن مستوى الخضر بالضرورة سينخفض، مؤكد ا ضرورة استحداث استراتيجية جديدة من قبل القائمين على الكرة الجزائرية، لتفادي العودة مجددا إلى السنوات العجاف الماضية. “ليس لي معلومات عن عرض الفاف لتدريب منتخب المحليين” نفى مهداوي ما تم تداوله مؤخرا عبر صفحات بعض الجرائد، حول اقتراح اسمه على رأس قائمة المدربين المرشحين للإشراف على العارضة الفنية للمنتخب الوطني للمحليين، وقال بصريح العبارة “أنا مرتاح مع العسكر، لأن كل الظروف هيئت لي ولن أترك تشكيلتي التي أعمل معها منذ ثلاث سنوات، والحمد لله تمكنت من إحراز أول لقب تاريخي سيدون في تاريخ الجيش الوطني الشعبي بأحرف من ذهب”. “هدفنا كأس إفريقيا بأنغولا في 2012 ومونديال قطر عام 2013” يشرع المدرب الوطني العسكري عبد الرحمان مهداوي بمعية العميد مقداد بن زيان رئيس مصلحة الرياضة بوزارة الدفاع الوطني، في التحضير، لاستئناف الاستعدادات القادمة، من خلال تسطير عملية انتقاء اللاعبين سواء من الذين ينشطون حاليا في الرابطتين الأولى والثانية الاحترافيتين ولديهم رغبة في الالتحاق بصفوف المنتخب، تزامنا مع خدمتهم الوطنية بمن في ذلك المستدعين الجدد من العسكريين، باعتبار أن التدريبات ستنطلق شهر سبتمبر القادم، وتدخل في إطار تحضير العسكر لنهائيات كأس إفريقيا 2012 بأنغولا وكأس العالم القادمة بقطر، حيث يسعى مهداوي وأشباله لتأكيد الإنجاز الأخير، بتحقيق ألقاب جديدة أخرى.