يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله :”إن العقول التي ستأتي بعد قرون ستجد مجالها في أسرار الله تعالى لتكتشف، وبذلك سر الحرف في القرآن الكريم، حيث يقول الله تبارك وتعالى: {سّنٍريهٌمً آيّاتنّا في الآفاق وفي أّنفٍسٌهٌمً حّتَّى” يّتّبّيَّنّ لّهٍمً أّنَّهٍ الًحّقٍَ أّو لمً يك بٌرّبٌَكّ أّنَّهٍ عّلّى كٍلٌَ شيء شهيدِ}.53 (فُصِّلت). فنحن الآن نقرؤها: “سنٍُريهم” وقرأها رسول الله ص وسيقرؤها الناس بعد القرن الثلاثين “سنٍُريهٌم”، وهو معنى “المستقبل” في أن أسرار الكون لا تنتهي أبداً، بل إن اكتشاف أسرار الله مستمر إلى أن تقوم الساعة. ومن هنا وجب على العاقل إذا حُدث بشيء لا يدركه ألا يحكم عليه طيشاً بأنه غير موجود، وإلا كان هذا النوع من الإنكار غباءً وتناقضاً مع العقل والفطرة”. رزق لا ينفد إنسان اليوم يتصور أن الرزق هو المال فقط، ونسي أن العقل والحكمة والصحة واستقامة الضمير والصبر على المكاره كلها أرزاق أعظم وأكبر في قيمتها من المال الذي ينفد، والعملة التي تفقد قيمتها، والمتاع الذي يبلى. إنسان اليوم يتصور أيضاً أن الحرية شوكة وسكين، وأطعمة مجهزة، وكشف عورات ومزاولة شذوذ وعبادة ما يشاء وكيف يشاء وتطاول في البنيان، وتكديس في الندوات، واقتناء للعمارات.. إلخ، كما يرى أن كل شيء مباح، قابل للتفاوض والبيع والشراء حتى الأجساد والأعراض مادامت المصلحة تقول بذلك.، فبئس ذلك الإنسان، وبئس تصوراته.