تحولت أغلب المحلات لبيع الأكلات السريعة إلى مكان لبيع الصامصة التي تأخذ حصة كبيرة من المبيعات والزلابية والمقرقشات. فيما ارتأى البعض أن يحولها إلى طهي كل الأطعمة الساخنة، خاصة الحبوب والبقوليات، رغم أن حرارة الشمس بلغت درجات قصوى بالمقابل هناك طوابير على مختلف الأطعمة التي لا يراها البعض غير مناسبة في شهر الصيام، على غرار الفاصوليا بنبات البردقالة، وهو عبارة عن نبات أخضر يعطي نكهة خاصة للوبيا كانت تستعمل مند القدم. السيد باديس، المشرف على محل لبيع اللوبيا بالبردقالة بشارع عبان رمضان “لابيراميد” الشهير بقلب المدينة، والذي يعد صاحب الريادة في إحياء هذه الوجبات التي كانت العائلات القسنطينية تعدها بهذه النبتة الصحية، قال إن الإقبال جد كبير عليها، خاصة من قبل القاطنين بالولايات المجاورة، على غرار عنابة وسكيكدة والبلديات البعيدة عن قسنطينة الأم، كما انتشر صيتها حتى لدى الأجانب العابرين للولاية من غير الجزائريين، إلى جانب سعرها المعقول حيث يباع الصحن ب 100دج. وأضاف محدثنا أن الوجبة المقدمة تسهر على إعدادها سيدة بمنزلها بعد أن توارثتها عن الجيل السابق الذي يتفنن في إعدادها بإجماع الكثيرين من المشترين، فهي تملك نكهة خاصة ومميزة لا يمكن العثور عليها في مكان آخر، تصاحبها صفائح من البوراك المصنوع هو الآخر بنفس اللمسة. وإلى جانب لوبيا البردقالة، فإن دوبارة بسكرة اقتحمت هي الأخرى يوميات الصائمين في عاصمة الشرق، حيث فتحت محلات كثيرة لبيعها سواء بمنطقة سيدي مبروك أو بوسط المدينة. وتلقى هذه الأكلة البسكرية رواجا كبيرا لدى الصائمين، رغم أنها دخيلة على القسنطينيين مقارنة بلوبية البردقالة. والدوبارة، كما هو معروف، حمص ممزوج بالفول مشبعة بالبهارات الحارة متبوعة بالهريسة الحارة المصنوعة بالطريقة القديمة. كما أن بروز هذه الأكلات فتح الباب واسعا لمنافسة حلوى الصامصا الشهيرة في قسنطينة وأكلة حمص دوبل زيت، والتي تشتهر به منطقة رحبة الجمال التي تعد حكرا على الرجال، أين يقصدها إلى جانب سكان الولاية عشرات من الزوار الذين يجدون لذة كبيرة.. حيث أن الحمص يقدم في الساعات الأولى من الصباح في فصل الشتاء لأخد قسط من الحريرات التي يصمد بها الشخص طوال النهار. السيدة فاطمة، أم ل 3 أطفال، التقيناها أمام محل بيع الدوبارة، قالت “إن التنوع مستحب و ضروري خلال 30 يوما من الصيام، خاصة أن زوجي يحب تذوق كل ما هو مختلف في هذا الشهر الكريم، ورغم حرصي الجديد في تنويع رمضان إلا أني ألجأ في العديد من المرات لشراء الدوبارة البسكرية لها طعم خاص لما تتميز به من خلطة سرية للتوابل تخفي ذوقا تعجز ربات البيوت عن تقليد”. السيد علي، شاب متزوج حديثا، أكد لنا أن زوجته ربة بيت ممتازة إلا أن رائحة اللوبيا بالبردقالة تجعله يصطحب هذه الأخيرة إلى مائدة الإفطار رغم تأنيب زوجته. من جهته، شيخ طاعن في السن قال إن الإفطار بدون حمص دوبل زيت ليست له أي نكهة. في حين أن بعض السيدات يفضلن تحضير هده الأكلات في المنزل، وإن لم تكن تملك الوصفة “السحرية” إلا أنها تسعى جاهدة لإرضاء أولادها الخمسة الدين تعودوا على الأكل خارج المنزل.