أعلنت الحكومة الجزائرية عن إمكانية تغيير موقفها من الأزمة الليبية واستعدادها للاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي، حيث أكد مراد مدلسي أن الجزائر مستعدة للاعتراف بالسلطة الانتقالية في ليبيا، بعد أن تشكل حكومة ممثلة لجميع الحساسيات الإقليمية في هذا البلد”، حيث صرح “ننتظر أن يعلن المجلس الوطني الانتقالي عن تشكيل حكومة جديدة تمثل كل مناطق البلاد، وعندها سيكون لنا موقف مغاير وسنعترف بها” دافع وزير الخارجية مراد مدلسي في مقابلة مع قناة “أوروبا 1” الفرنسية عن الموقف الذي تبنته الجزائر تجاه المجلس الانتقالي، حيث قال إن “الجزائر تريد التأكد من مساندة غالبية الشعب الليبي لهذا الأخير من خلال تنظيم انتخابات، وسعيها للحصول على اعتذار رسمي من المجلس الانتقالي بخصوص الاتهامات التي سبق وأن وجهها الثوار للجزائر بشأن دعمها لنظام معمر القذافي عن طريق إرسال مرتزقة وأسلحة بالإضافة إلى مختلف التصريحات العشوائية التي كانت تصدر عن بعض مسؤولي المجلس الانتقالي والتهجم المجاني على الجزائر”. لكن بعض المصادر التي تابعت قمة فرنسا أول أمس والتي خصصها المجتمعون لبحث سبل إعادة إعمار ليبيا والتي شارك فيها وزير الخارجية الجزائري يؤكدون أن الجزائر في طريق التخلي عن شروطها للاعتراف بالمجلس الانتقالي وهي الشروط التي دافعت عنها بشدة خلال اجتماعات الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، لتلخص ذلك في إجراء بسيط وهو تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأوضح مدلسي أن “المجلس الوطني الانتقالي لديه إرادة للتطوير ولمنح مزيد من الحرية للشعب الليبي”، مشيرا إلى أن “الجزائر شعرت بالاستياء خصوصا من التدخل العسكري الأجنبي الذي قادته فرنسا وكذلك بريطانيا”، وأضاف “إذا كانت لدينا مشكلة مع الطريقة التي تعالج بها المشكلة فهي مرتبطة خصوصا بحساسيتنا حيال مسألة السيادة”. كما قال مدلسي إن “الموقف الذي اتخذته الجزائر في بداية النزاع راجع ببساطة لكونها أعربت عن أملها في أن تسوى القضية الليبية بطريقة سلمية ودون تدخل قوة أجنبية”، مضيفا أن “الجزائر قالت كلمتها ضمن الجامعة العربية في إطار ديمقراطي وانضمت إلى أغلبية الجامعة وعندما تم تبني اللائحة الأممية 1973 طبقتها بحزم”. وكان وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي، قد شكك أول أمس في صدق كلام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حول دعم الجزائر لنظام العقيد الليبي معمر القذافي، حيث قال جوبي في تصريح لإذاعة “أر تي أل” الفرنسية “ذهبت بنفسي لأتحدث إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأكد أنه لم يقدم لليبيا سوى مساعدة إنسانية”، مضيفا في السياق نفسه “آمل أن يتحقق ذلك”، كما انتقد وزير خارجية فرنسا موقف الحكومة الجزائرية من الأزمة الليبية وقال “الجزائر تبنّت في كل هذه القضية موقفا ملتبسا، وهذا أقل ما يمكن أن يقال”.