أمريكا تحتفل بذكرى 11 سبتمبر هذا العام وقد قضت على بن لادن! ولكننا لحد الآن لم نر جثته! ولم نعرف كيف مات؟! وقيل إن جثته ألقي بها في البحر من على ظهر حاملة طائرات أمريكية! راسية في بحر العرب! وقد يكون بن لادن أدار عمليات تنظيم القاعدة في العالم من على ظهر حاملة الطائرات هذه.. وقد يكون اختفى ليعيش حياته.. لأن مهمته انتهت الآن كما انتهت مهمته من قبل عندما كان يقود المجاهدين الأفغان والعرب ضد تواجد الروس في بلاد الأفغان؟! لماذا تزامن انتهاء دور بن لادن وإعلان موته مع اجتياح الإسلاميين للدول العربية المصنفة بالراعية للإرهاب فيما يسمى بالربيع العربي.. ربيع الثورات؟! ألا تكون أمريكا قد حضرت بديلا للقاعدة تشغل به العالم عشرية أخرى؟! هل من الصدفة أن يفرح سركوزي في سفارة أمريكا في باريس.. ويقول: "إن الذين خرجوا يتظاهرون في تونس ومصر وسوريا واليمن لم يطالبوا بسقوط أمريكا وفرنسا ولا بالموت لليهود في فلسطين.. بل طالبوا فقط بسقوط الاستبداد وانضمام شعوب تونس ومصر وسوريا إلى قيم الديمقراطية الغربية بصورة رائعة"! تونس التي كانت في عهد الديكتاتور بن علي الفاسد لا تعيش تحت حالة الطوارئ، ها هي اليوم تدخلها الديمقراطية القادمة من منظور سركوزي في حالة الطوارئ تماما مثلما دخلت الجزائر سنة 1988 بأحداث أكتوبر في ديمقراطية ميتران التي أدت إلى موت 200 ألف جزائري وحرق 20 مليار دولار وفرض حالة الطوارئ على البلد 20 سنة كاملة؟! نحن لا نتمنى لتونس الشقيقة أن تمر بنفس الطريق الذي مرت منه الجزائر.. كما أننا لا نتمنى ذلك أيضا لشعب مصر أو شعب ليبيا.. لكن الأحداث تقول: إن ما مرت به الجزائر خلال العشرية الماضية من حالات عدم الاستقرار قد يكون من الممرات الإجبارية لشعوب ثورات الربيع العربي.. حتى لو كان بلا عنف! فقد تتجنب مصر وتونس العنف لكنها لن تتجنب عشرية كاملة أو عشريتين من عدم الاستقرار! لأن العسكر كثعبان يحكم هذه الشعوب يريد أن يغير جلده فقط في الربيع العربي ولا يريد أن يتغير حقيقة! وليس مستبعدا أن نسمع بحالة طوارئ في مصر على غرار تونس وكذلك في سوريا واليمن وليبيا! هل من الصدفة أن جيوش العرب تبتلع ميزانيات كبيرة من مقدرات العرب.. وأن هذه الميزانيات تذهب للتسلح من تجار السلاح الذي تبيعه المافيات المالية العربية مصحوبا بالرشاوى وإن جل هذه الجيوش هي امتداد لجيوش الحلف الأطلسي.. وهي التي تتحكم في مفاصل السلطة في بلدان العرب؟! هي التي تحمي الفساد وهي التي تقوم بالتغيير عندما يوعز إليها بالتغيير؟! هل نصدق أن العسكر يمكن أن يشيدوا ديمقراطية في البلدان العربية؟! وهل من رعى وحمى الظلم والديكتاتورية يمكن أن يحمي ويرعى الديمقراطية؟! نكون سذجا إذا صدقنا ذلك!