قال العميد بالجيش التونسي، مختار بن نصر، إن وحدات الجيش التي تشرف على الأمن تمكنت من ضبط أسلحة ومتفجرات لدى عدد من الليبيين داخل الأراضي التونسية. وأوضح بن نصر خلال مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر الحكومة التونسية، أن الأسلحة المضبوطة هي ثلاث رشاشات من نوع كلاشنيكوف، وكمية من المتفجرات والصواعق وبعض المعدات العسكرية الأخرى. أشار العميد التونسي إلى أن عملية ضبط المعدات والأسلحة الحربية تمت بإحدى المناطق جنوبتونس. وهذه المرة الثالثة التي تعلن فيها تونس في أقل من شهر عن ضبط أسلحة ومتفجرات لدى بعض الليبيين، بالإضافة إلى إحباط مخطط لتفجير إحدى السفارات العربية بوسط تونس العاصمة. ومن جهة أخرى، نفى بن نصر صحة الأنباء التي أشارت في وقت سابق إلى وجود صراع خفي بين المؤسسة العسكرية في بلاده والمؤسسة الأمنية، انفجر خلال الأيام الماضية على شكل اعتصامات نفذها كوادر وأعوان الحرس الوطني (الدرك) وصلت إلى حد فصل جنرال عسكري من منصبه كقائد للحرس. وقال إن الأنباء هي “عبارة عن آراء انطباعية لا أكثر ولا أقل”، ذلك أن عمل المؤسسة العسكرية في تونس يتم بالتنسيق مع المؤسسة الأمنية لاسيما في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد. ويرى مراقبون أن تجاذبات كبيرة تعصف حاليا بالعلاقات بين المؤسستين الأمنية والعسكرية التونسيتين كان لها كبير الأثر على الوضع الأمني العام في البلاد. في سياق متصل، قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، إن كميات كبيرة من الأسلحة اختفت فجأة في الأيام القليلة الماضية، منها المئات من صواريخ أرض - جو، التي تشتهيها الجماعات الإرهابية و”دول مارقة”، بعد أن سرقت من أحد مخازن الأسلحة الليبية الممتلئة عن آخرها. وتضمنت هذه الصواريخ المسروقة 480 صاروخ روسي من طراز SA - 24، والمصممة للاستخدام ضد الطائرات الحربية الحديثة، والتي كانت الولاياتالمتحدة تحاول منعها من الوقوع في أيدي الإيرانيين، وصواريخ أخرى قديمة من طراز SA-7 وSA-9، القادرة على إسقاط الطائرات التجارية، والتي كان تنظيم القاعدة يسعى للحصول عليها. وبينما تضع الحرب الأهلية الليبية الدموية أوزارها، فإن الثكنات العسكرية ومستودعات الأسلحة التي لا تعد ولا تحصى، والتي تحتوي على أسلحة النظام السابق، من بنادق كلاشنيكوف إلى صواريخ وسيارات مدرعة ودبابات، قد تركت بدون حراسة، لينهب الكثير منها مقاتلو الميليشيات والعامة. وتوضح الأرقام أن مخابئ الأسلحة هذه هي أكبر بكثير من تلك التي استخدمت في تسليح حركات التمرد في العراق وأفغانستان، كما أن عدد الحراس على هذه المخابئ أقل في ليبيا. وخلافا لهاتين الجبهتين من “الحرب على الإرهاب”، ليست هناك قوات أجنبية موجودة في ليبيا، والمعارضة التي تشكل الحكومة الجديدة مواردها منصبة على محاولة السيطرة على معاقل الموالين المتبقية وإصلاح البنية التحتية، بحيث لن تتمكن من حماية الترسانات بشكل كاف. وكانت الصواريخ، التي تم اكتشاف أنها مفقودة أمس، قد نقلت من مقر قيادة اللواء 32 بطرابلس، والذي كان تحت قيادة نجل القذافي، خميس القذافي، إلى منطقة تخزين تجاري. وعلى الرغم من أن الصواريخ قد تم نقلها، فإنه كان لايزال هناك العشرات من الصناديق التي تحتوي على قذائف هاون وقذائف مدفعية وقذائف صاروخية وذخيرة بنادق في الغرفة الواسعة.