أكد أحمد زين، مدير مكتب “الجزيرة مباشر” في مصر، أن عددا كبيرا من الضباط والقوات المصرية الخاصة يرتدون ملابس مدنية قاموا باقتحام مقر قناة “الجزيرة مباشر” في العاصمة المصرية واعتقلوا العاملين بها واقتادوهم إلى وجهة مجهولة. وأوضح زين في اتصال هاتفي أجرته معه قناة “الجزيرة” التي تواصل بثها من العاصمة القطرية الدوحة أن زملاءه في القناة تفاجؤوا بالهجوم واصفا الحادث بأنه تأكيد على أن مصر لم تشهد ثورة حقيقية نحو التغيير، معتبرا الحادث دليلا قاطعا على أن الرئيس المصري المخلوع لايزال يحكم مصر رغم أنه يحاكم في عدة تهم منها إصدار أوامر قتل المتظاهرين واستغلال المنصب للكسب غير المشروع. تأتي هذه الخطوة في وقت اتجهت فيه قناة “الجزيرة” إلى التشكيك في نجاح الثورة المصرية ومصداقية المحاكمات التي تجرى لرموز النظام السابق، التي يحسب لها الشارع المصري دعمها الكبير في مسيرة إسقاط نظام مبارك. إعلاميو “الجزيرة” يدفعون ثمن العلاقات القطرية -الإسرائيلية يشتكي إعلاميو قناة “الجزيرة” القطرية من حملات تشويه وإهانات تباينت مستوياتها بين الضرب والسب ومحاولات القتل ومن خلال الفايس بوك الذي يشن رواده حملات الدعوة لمقاطعة “الجزيرة”، وهو ما دفع بإدارة القناة ل “فلترة التعليقات“ من صفحتها وموقعها الإلكتروني في محاولة لمنع شباب الدول العربية من التعبير عن استيائهم من العلاقات القوية التي تجمع قطر بإسرائيل حتى وإن تعارض ذلك مع شعارها المتوج منذ انطلاقها قبل 15 سنة بالرأي والرأي الآخر. وقالت منى سلمان، الإعلامية البارزة بقناة “الجزيرة”، إنها تعرضت لاعتداء وتهديد بالقتل حين كانت تهم بالخروج من مدينة الإعلام بالقاهرة، حادثة الاعتداء هذه التي قالت عنها منى إن من قام بها كانوا مسلحين بأسلحة آلية، تأتي بعد يومين من تعرض أسامة سيد أحمد، مراسل “الجزيرة” في مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق السودانية للضرب المبرح من قبل أفراد في الجيش السوداني، بعد اتهامه ب “نقل أخبار كاذبة”. وسبق وأن قررت الحكومة الكويتية إغلاق مكتب قناة “الجزيرة” الفضائية وسحب اعتماد مراسليها بالكويت، كما ترفض عدة دول عربية منح “الجزيرة” الاعتماد، على غرار الجزائر. ويتواصل مسلسل الاعتداء على إعلاميي “الجزيرة” في وقت شكل فيه الرأي العام العربي قناعة مفادها بأن القناة اتجهت إلى خدمة أجندة “صهيونية” على حد وصف أحد المراقبين ، مستدلا بالاهتمام الكبير الذي قامت به الإذاعة العامة الإسرائيلية، بجانب العديد من وسائل الإعلام العبرية، بتصريحات أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، التي أكد فيها أن علاقات بلاده مع إسرائيل علاقات واضحة وقوية. ونقلت الإذاعة العبرية تصريحات خليفة خلال مقابلته مع قناة “الجزيرة” القطرية، أن الاتصالات القطرية مع تل أبيب مستمرة، ولكن موقف الدوحة واضح بالنسبة لعملية السلام، وبالنسبة لدعم القضية الفلسطينية. وأضاف الأمير القطرى خلال حديثه الخاص لقناة “الجزيرة” أن إسرائيل تعتبر بلاده ليس دولة صديقة بل دولة عدو، ولكن قطر ستستمر بالاتصال مع إسرائيل، طالما كانت إسرائيل جادة في عملية السلام. وهنا تجدر الإشارة إلى أن وزير العدل المصري، المستشار محمد عبد العزيز الجندي، قال تعليقا على تطورات الأوضاع في مصر إن هناك أنظمة “لم يسمها” في دول محيطة بمصر تخشى أن يتكرر ما حدث فى مصر لها. وقال وزير العدل المصري إنه قدَّم تقريرا إلى رئيس الوزراء وإلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بشأن تقديم دول محيطة أموالا تفوق التصور لجمعيات مُشهرة وغير مشهرة ومؤسسات معروفة وغير معروفة، لافتا إلى أنه لوضعهم بالصورة التي تؤكد أن ما يجري الآن من عمليات تخريب للمنشآت وانتهاك للأمن القومي وأمن المواطنين يعتبر جزءا من مخطط منظم. وشدَّد وزير العدل المصري على أن بلاده “دولة القانون ولا أحد فوق القانون، وهو شعار تبناه المجلس الاعلى للقوات المسلحة ووزارة العدل”، مؤكدا أن مصر لن تلجأ لأية إجراءات استثنائية في الظروف الحالية لأن في القانون ما يكفي. وكانت مصادمات عنيفة وقعت أواخر الأسبوع الماضي بين قوات الأمن المركزي والشرطة العسكرية وبين مشجعي النادي (الأهلي) لكرة القدم على خلفية هتافات أطلقها مشجعون متطرفون (ألتراس أهلاوي) ضد وزارة الداخلية وضد قياداتها الذين قتلوا شهداء الثورة المصرية، وقد أسفرت تلك المصادمات عن إصابة العشرات من الجانبين، قبل أن تشهد القاهرة مصادمات أكثر عنفا أمام السفارة الإسرائيلية الليلة قبل الماضية أسفرت عن مقتل ثلاثة وإصابة 1048 آخرين بعد أن اقتحم عدد من المتظاهرين السفارة.