ليعلم الصديقات والأصدقاء الذين كانوا، مثلي، ينتظرون أن نلتقي في معرض الجزائر الدولي للكتاب، أن هيئة تنظيم جانبه الثقافي والأدبي قررت إقصائي. وبذلك، تكون أقصت عرض روايتي الجديدة “زهوة”، الصادرة عن دار الحكمة في أفريل 2011. وحرمت القراء الآخرين الذين كانوا سينتقونها، بالمناسبة، في حفل بيع بالتوقيع. الإعلاميون الجزائريون خاصة يعرفون “توتر” العلاقة، في “قضية” نقابة الناشرين الجزائريين، بين محافظ المعرض شخصيا وبين مدير دار نشر “دار الحكمة”، صاحبة نشر أعمالي، والمقصاة هي أيضا. وأنا أقدّر أن ذلك ليس هو السبب المباشر في “إبعادي”. فإقصائي من هذه الدورة أعتبره استمرارا فاضحا لما سبقه في دورة ماضية؛ رداً على رفضي الإقامة في فندق أدنى من فندق الأوراسي، الذي كانت تنزل فيه غالبية المدعوين. كما رفضت الحضور من دون أن أعرض روايتي الجديدة آنذاك: “مذنبون.. لون دمهم في كفي”. وقد تسرّب إلي أن تلك الهيئة لم توجه إلي الدعوة، هذه السنة للمشاركة بعرض “زهوة”؛ بذريعة أنها تعلم أني كنت سأرفض أن أحضر من غير أن يكون لي إسهام في البرنامج. كما كنت سأرفض الإقامة في فندق لا ينزل فيه “ضيوف” آخرون، من الجزائريين أنفسهم، قادمين من وراء البحر. فذلك ما كنت سأفعله فعلا. فقد شجبت دائما، وبلا تردد أو حسابات، تقسيم الكتاب والمثقفين والإعلاميين على أساس لغة تعبيرهم. كما عبرت عن سخطي على تصنيف المدعوين إلى المعرض، من الجزائريين أنفسهم، إلى فئتين: “ Premier collège - Deuxième collège انطلاقا من رواسب عقلية الاحتلاليّين. كما سأظل أعتبر إن كان هذا لا يزال لا يرضي الوصاية أن معرض الجزائر للكتاب لا يشكل بأي حال دخولا أدبيا. ثم إني لا أستبعد أن يكون انضاف إلى ذلك كله وشاية حسد؛ حتى لا تغطي “زهوة”، كما قبلها “مذنبون..”، على بعض المنشورات التي يتم الترويج لها بالتأجير وبالأظافر وحتى ب”العض على بظر الأم”. فإني إذ أستغرب مثل هذا التصرف من هيئة المعرض، التي تتحرك بالمال العمومي خاصة، أتساءل كيف لا تشتغل في شفافية فتعرض على الرأي العام، من خلال الصحافة، جملة المعايير التي حددتها للمدعوين؟ إني، بقدر ما أبغض كل ما يسيء إلى الكرامة الإنسانية، أبقى شديد الحساسية تجاه جميع المركزيات والدوائر المغلقة ورائحة الصالونات ونفاق الصداقات. وسأحيا لا أملك غير كتابتي وتعاطف الإعلاميين النزهاء والمثقفين والكتاب والباحثين الشرفاء. فطوبى لجميع الهامشيين، على مركز الزيف؛ لأنهم يتنفسون هواء حياتهم نقياً.