وجد الكثير من المقبلين على الزواج في ولاية سطيف مؤخرا فكرة الاشتراك في تكاليف العرس وتقاسم المهام بينهما في عرس واحد حلا مثاليا للتقليل من عبء الزفاف على كليهما، لا سيما وأن ظاهرة المغالاة في المهور تجاوزت حدودها في الوسط الاجتماعي السطايفي، والتي فاقت مبالغها خلال هذه السنة ال 25 مليون سنتيم، الأمر الذي جعل فكرة الزواج لدى الشباب مشروعا خياليا، ما ساهم في تأخر الكثير منهم عن الزواج إلى غاية الثلاثنيات من عمرهم. أكدت بعض الإحصائيات أن نسبة 80٪ من المتزوجين هذا العام في ولاية سطيف فاق سنهم الثلاثين، وهو الأمر الذي أدى بالمقبلات على الزواج إلى التنازل عن فكرة القيام بعرس مستقل خاص بعائلتها لتلجأ إلى الاشتراك مع زوجها وتقاسم الأدوار معه. وفي هذا الصدد يقول فيصل، متزوج حديثا، إنه أقام حفل زفافه مع زوجته في صالة واحدة مشتركة، حيث تولى هو مصاريف الحلويات والغذاء في حين تكفلت زوجته بتكاليف استئجار القاعة، مشيرا إلى أن إقامة عرسين مستقلين عبارة عن تبذير وإهدار محض للمال. وهو الرأي الذي شاطره فيه العديد من الشباب والشابات الذين تحدثت إليهم “الفجر” في هذا الشأن والمقبلين على الزواج الذين عزموا على إحياء أعراسهم بأقل التكاليف، خاصة وأن المجتمع الجزائري يعيش ظروفا صعبة هذه الأيام المتزامنة مع كثرة الأعراس من جهة وغلاء المعيشة من جهة أخرى. ولوحظ هذه السنة أنه قد طرأت الكثير من المستجدات ضمن شروط قائمة التكاليف المبرمجة في برنامج المقبلين على الزواج في الولاية، خاصة بالنسبة للقاطنين في المدن الكبرى، كتخصيص ميزانية لا بأس بها من أجل استئجار قاعات الأفراح التي ارتفعت أسعارها هذه السنة لتبلغ حدود ال 25 ألف دينار للقاعات العادية التي توفر أدنى الخدمات المتمثلة في تقديم القهوة والشاي، أما في حال ما إذا كانت القاعة هي من تتولى إعداد أطباق الغذاء وتموقعت في مكان راق فإن التكلفة قد تفوق المبلغ المذكور، وهو السبب الذي أدى بالكثير إلى إحياء هذه المناسبات داخل المنازل أو على سطوحها. وفي استطلاعنا البسيط الذي شمل مجموعة من الشباب العزاب الذي طرح فيه سؤال لماذا لم تُقبل على الزواج؟ تأكد لنا أن الإشكال في ذلك حسب معظم الشهادات ليس في عدم الرغبة في الزواج وإنما في الأمور المحيطة به كغلاء المعيشة والمغالاة في المهور، خصوصا وأن معظمهم يعيش البطالة، فهي كلها معوقات يتخبط فيها الشباب ليصبح التفكير في الزواج أمامهم أسطورة وضرب من الخيال، حيث يؤكد لنا أحد المواطنين المدعو لعموري صاحب ال 28 سنة أن فكرة الزواج لم يضع لها بعد مكانا في قائمة اهتماماته التي تشمل عشرة اهتمامات. فصورة ظاهرة الزواج وما تحويه من عادات وتقاليد في سطيف توحي بحدوث تغيرات جذرية في الأعراس السطايفية مستقبلا.