عدة اعتداءات جسدية طالت الممرضين والأطباء دون تدخل السلطات قام، صبيحة أمس الأحد، المئات من عمال المؤسسة العمومية الاستشفائية “مجذوب السعيد” بالطاهير بوقفة احتجاجية أمام المدخل الرئيسي للمستشفى بمشاركة الأطباء الأخصائيين، الأطباء والممرضين والإداريين إلى جانب عمال مهنيين، حيث توقفوا عن العمل بتلقائية متسببين في شلل بكل مصالح المستشفى، وهذا احتجاجا على الظروف الأمنية التي يعملون فيها والتي أضحت تهدد حياتهم من يوم لآخر. وقد سجلت “الفجر” في تنقلها إلى المستشفى المذكور تذمرا كليا لأصحاب المآزر البيضاء من غياب مركز للشرطة بالمستشفى، الأمر الذي أدى إلى الاعتداء على العديد من الممرضين والأطباء خلال المناوبات الليلية من قبل سكارى ومتشردين ومنحرفين مسلحين بمختلف الأسلحة البيضاء. وقد أشار الممرض “ب. عمر” الذي يعمل على مستوى مصلحة الاستعجالات والذي وجدنا بذلته الرسمية ممزقة ومعلقة أمام المدخل الرئيسي، بأنه تعرض لاعتداء جسدي ليلة السبت إلى الأحد في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا من قبل شاب سكير معروف بالمنطقة، كما قام المعتدي بتحطيم عدة أجهزة بالمصلحة المذكورة ما أدى إلى خلق حالة من الخوف والذعر في أوساط الحاضرين. وهذه الحادثة ليست الأولى، حيث تعرض إلى اعتداءات عدة مرات وفي كل مرة يجد نفسه وحده في قضايا السب والشتم والضرب أمام العدالة، في حين أنه كان يؤدي مهامه في مؤسسة عمومية. من جهته، أكد ممثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين، بن اعمر نور الدين، بأنه يندد بمثل هذه السلوكات والاعتداءات التي تطال في كل مرة زملاءه وأن النقابة قامت بعدة مراسلات في هذا الشأن، لكن دون جدوى، وهو ما ذهب إليه رئيس النقابة الجزائرية لشبه الطبي، السيد بوهالي سفيان، الذي استنكر الحادثة بشدة، وأوضح بأن هذا المشكل كان يطرح في كل الاجتماعات لكن دون جدوى وأنه مع الوقفة الاحتجاجية إلى غاية تحقيق هذا المطلب المشروع. كما اعتبر الطبيب بلمدرك هذه الممارسات بغير المقبولة، التي لا تساعد الأطباء والممرضين على أداء مهامهم النبيلة وطالب بضرورة توفير الأمن. وقد شهدت كل المصالح شللا كليا أثر سلبا على المرضى الذين توافدوا بكثرة على المستشفى وسط فوضى وغضب عمالي شديد لمدة أزيد من 3 ساعات قبل أن يلتقي مدير المؤسسة الاستشفائية مع رئيس الدائرة ورئيس أمن الدائرة الذين أعلنوا بأن فرقة للشرطة سيتم تنصيبها داخل حرم المستشفى هذا الأسبوع. وقد عاد العمال بعد ذلك إلى العمل، مؤكدين العودة إلى الاحتجاج والإضراب في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم.