استعرض حسين طلبي، مؤسس جمعية الدفاع عن اللغة العربية، في الندوة الموسومة ب” تجربة التعريف بالثقافة الجزائرية في منطقة الخليج”، والتي نشّطها ضمن البرنامج الثقافي الخاص بجمعية ”الجاحظية”، ظهر أول أمس، تجربته في المجال الأدبي والثقافي في ذات المنطقة التي ربض فيها ما يزيد عن 30 سنة. حاول المحاضر، من خلال هذا اللقاء، إبراز بعض الخصائص التي تميز المشاركة الثقافية الجزائرية التي وصفها بالمحتشمة اقتصرت على المنتديات والنشر ضمن الاتحادات، نظرا لعدة اعتبارات وجملة من الأسباب لم تسمح لها بالظهور بالشكل الكافي في الساحة الثقافية والأدبية الخليجية وأرجع هذا الفتور الثقافي إلى بعض العوائق التي لم تساهم في نشر وتفعيل الثقافة الجزائرية رغم التعطش الكبير لها من طرف بلدان الخليج، كالإعلام الذي لم يقم بدوره الرئيسي وهو التعريف بها وتعميمها هناك، ناهيك عن التعدد والتنوع الثقافي في المنطقة والذي تصنعه جنسيات مختلفة قاربت 180 جنسية من بلدان مختلفة خاصة جنسيات من شرق آسيا ومن دولة باكستان والهند والفلبينيين. وحسب المتدخل، فان هذا التنوع طغى على الوجه الثقافي في الخليج العربي حيث أصبح يحتل مكانة لا بأس بها تعدت إلى إصدار المجلات وإنشاء إذاعات محلية وبلغاتهم الخاصة بهم، غير أن هذا التداخل الثقافي لم يمنع من بروز نخبة فكرية في دول الخليج العربي لها رغبة كبيرة في الحفاظ على هويتها وتقاليدها الثقافية حتى لا تصبح جزء الا يتجزأ من تلك الثقافات التي قد تعصف يوما ما بالهوية العربية الخليجية، حيث قامت بتفعيل الحراك الثقافي في هذه المنطقة المفتوحة والحديثة في نفس الوقت التي استطاعت التأسيس لحياة ثقافية منذ ما يقارب 60 سنة تجلت في” مجلة العربي”، ومجلة ”البابطين ”بالكويت التي حذت حذوها دول خليجية أخرى وصفها بالنشطة والفعالة. وقال حسين طلبي في ذات السياق ”هذا التنوع يؤسّس لحوار حضارات لكنه حوار غير مباشر رغبة في الحفاظ على الهوية العربية الخليجية”.