بعد الاحتجاجات الأخيرة التي تفجرت في منطقة القطيف بالسعودية، خرج ولأول مرة منذ انطلاق الحراك الشعبي في الأردن هتاف المسيرات عن المألوف وتجاوز خطوطا حمراء، إلى جانب المناداة بحل الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة إنقاذ وطني واجراء انتخابات بلدية ونيابية حرة ونزيهة. في مسيرة اجتثاث الفساد التي انطلقت من أمام المسجد الحسيني بعمان صوب ساحة النخيل، طالب المشاركون بالإطاحة بالحكومة واجتثاث الفساد والفاسدين والنيل منهم. ورددوا في المسيرة التي دعت اليها الجبهة الوطنية للإصلاح التي يرأسها رئيس الوزراء السابق وقائد المخابرات في عهد الملك حسين، الجنرال أحمد عبيدات ”الاعتصام .. الاعتصام .. حتى إصلاح النظام”، ”طاق طاق طاقية .. حكومة حرمية”، ”الشعب يريد إصلاح النظام”، ”الموت ولا المذلة”، ”الشعب مصدر السلطات”، ”يا حكومة الزعران .. ابن الاردن ما بينهان”، ”ملكية دستورية”، ”وين راحت المليار”، ”عالسكراب عالسكراب ياحكومة ويا نواب”. وشارك في المسيرة التي دعت اليها الجبهة الوطنية للإصلاح التي يتزعمها عبيدات نحو 5 آلاف شخص. ورفع المشاركون في المسيرة لافتات كتب عليها ”الإعلام الحر ضرورة لمكافحة الفساد”، و”لا لحكومة تحمي الفساد”، و”لا للتعيين نعم لتداول السلطة”، و”الشعب مصدر السلطات”. كما انتقدت الشعارات التدخل الأمني وغياب الديموقراطية. وواكب المسيرة حضور أمني كثيف. وفي ختامها القى عبيدات، كلمة قال فيها ”نريد إصلاحا يكشف بؤر الفساد ويعيد للخزينة الأموال التي نهبت، إصلاحا يحررنا من سيطرة السماسرة والشركات الأجنبية”. وأضاف ”نريد دولة قانون ومؤسسات، دولة لجميع مواطنيها وإصلاحا يقطع دابر الفساد ويسترد ما سرق من موارد الخزينة ويعيد للدولة هيبتها”. من جهة ثانية اضطرت قوات الدرك لاستخدام الغاز المسيل للدموع في بلدة خرجا بمدينة أربد (شمال)، إثر اعتداءات بالعصي والحجارة تعرضت لها مسيرة خرجت في البلدة. وقالت مصادر إعلامية إن العشرات من الأشخاص المسلحين بالعصي والحجارة هاجموا المسيرة التي شارك فيها نحو 400 شخص، مما أدى لإصابة عدد منهم بجروح. وأشاروا الى أن قوات الدرك سيطرت على الموقف وانتشرت في البلدة ومنعت تصاعد الاعتداءات. وخرجت مسيرة في مدينة جرش شمال المملكة، من أمام المسجد الحميدي باتجاه ساحة البلدية التي أطلق عليها الحراك الشبابي ”ساحة الحرية”، وشارك فيها كل من جماعة الإخوان المسلمين وتجمع أبناء جرش للإصلاح، ورفع المشاركون شعارات ترفض سياسة البلطجة وتطالب بوقف الفساد. وفي مدن الكرك والطفيلة وسحاب خرجت مسيرات تندد بتصريحات وزير الداخلية مازن الساكت الذي هدد فيها الحراك الشعبي بالملاحقة القضائية. في غضون ذلك، توقعت مصادر سياسية عليا أن يحل الملك عبد الله الثاني مجلس الأعيان (مجلس الملك) وذلك بعد توالي الاستقالات منه جراء حمل عدد من أعضائه جنسيات غير أردنية، وهو ما يعد مخالفا للدستور وتعديلاته الجديدة، ويحظر على المسؤول في الدولة حمل جنسية غير أردنية. وبلغ عدد المستقيلين من المجلس لغاية الخميس خمسة أعضاء وهم طلال أبو غزالة وسهير العلي وخالد الشريف ومحمد حمدان وعبد الحميد شومان. ومن المتوقع أن يشهد مجلس النواب استقالات في صفوف أعضائه استنادا إلى الدستور، وذلك في وقت أعلن فيه وزيران في الحكومة تنازلهما عن الجنسية الأجنبية، وهما وزير المياه والري الذي تنازل عن الجنسية الأوكرانية، والثقافة جريس سماوي الذي تنازل عن الجنسية الأمريكية.