احتضن، مؤخراً، فضاء المقهى الأدبي لمنشورات دار الحكمة، بمقر اتحاد الكتاب الجزائريين في العاصمة، أمسية شعرية نشطتها الشاعرة عفاف فنوح، بمناسبة صدور ديوانها الشعري الأخير الموسوم ب”بحري يغرق أحيانا” عن ذات المنشورات. عبر ت الشاعرة، في هذا العمل، عن أحزانها الدفينة وآلامها الموجعة من خلال باقة متنوعة من الشعر ألقتها المبدعة على مسامع الحضور المحتشم الذي لم يفوت الفرصة الأدبية، على غرار أحمد ماضي مدير دار الحكمة، حيث سافرت بالحاضرين بين جنبات الشعر وسحر القافية، مستهلة قراءتها بقصيدة “لهفة” التي صورت معاناة الأنثى، مجسدة في ملامح الوجدان الضائع والأحاسيس المكبوتة التي تنهش أغوار ذاتها، تلتها قصيدة “ومضة غياب” التي وجهت عبرها الشاعرة صرخة عميقة من صرخات الألم ومواجع الوحدة بفراق الحبيب ورفيق الدهر ولهفة الحنين إليه. كما رثت الشاعرة حالها الجسدي والمعنوي مخاطبة شهوة الجسد البارد والوحيد والعاطفة الواهمة، حيث راحت تصور تاريخ العذاب النفسي لوحدتها الطويلة التي قهرتها جراء خيانة العهد من طرف الحبيب الذي عزفت على أوتاره الجراح والهموم في نص “لم أكن قبل موتي”. وبنبرات من الإلقاء الشعري الدافئ والهادئ استطاعت أن تخرج الشاعرة من جب الأحزان وغياهب الأسى لتعانق شمس الأمل ونبض الحياة الجميلة بهدم جدار الذكريات وإحراق دفئ العاشق.. في مقتطفات من قصيدتي “لصباح وجهك” و”طلاق بالثلاث”. ولم تتوانى صاحبة “لاجئة حب” برهة واحدة لتعود من جديد إلى نافذة الألم والعذاب المستمر بمقاطع من قصائد “تعويذة عاشقة” و”لا سبت لي لأحد” و”قلب فايس”، لتتذكر عبرها تاريخ قلب وجسد وذات ضاع في الوهم والحيرة. للإشارة فإن الشاعرة بصدد التحضير لمخطوط شعري وسمته ب”إنا للحب وإنا إليه راجعون”، بالإضافة إلى قصيدة “نسيت أن أنساك”.