كشف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبي، أن الحكومة الفرنسية أنفقت ما قيمته 2.5 مليون أورو منذ سنة 2005 إلى غاية اليوم، لإعادة ترميم مقابر الموتى الفرنسيين بالجزائر، بالنظر للإهمال الذي تشهده رفاتهم. وعبر ممثل الدبلوماسية الفرنسية وهو يخاطب نواب الجمعية الفرنسية، أول أمس، ردا على انشغالات بهذا الشأن، بأن حكومة بلاده تتفهم انشغال أهالي الموتى وتقدر مشاعرهم، بالنظر للإهمال الذي تتعرض له رفات المدنيين الفرنسيين المدفونين بالجزائر خلال الفترة الاستعمارية وبعدها. وأضاف آلان جوبي أن الحكومتين الفرنسية والجزائرية اتفقتا على برنامج لإعادة الاعتبار لرفات ومقابر المدنيين الفرنسيين بالجزائر، مشيرا إلى أن حكومته شرعت منذ سنة 2005 في تنفيذ مخطط مشترك مع الحكومة الجزائرية، بعد دراسة جميع النقاط سنة 2003، وقد تم تأكيده من طرف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، عندما عاد من زيارة دولة إلى الجزائر سنة 2007. وقال جوبي إنه منذ سنة 2005 وإلى غاية اليوم، أنفقت الحكومة الفرنسية 2.5 مليون أورو لهذا المخطط، منها 500 ألف أورو أنفقت فقط خلال سنة 2011، هذا دون احتساب الإعانة المالية التي قدمتها الجماعات المحلية والجمعيات لإعادة الاعتبار لرفات الموتى الفرنسيين المدفونين بمقابر في الجزائر قدرت ب200 ألف أورو. وأعلن الوزير الفرنسي أن هناك جزء ثان من المخطط تم إنجازه بالتعاون مع السلطات الجزائرية، حيث يرتكز بالدرجة الأولى على جمع رفات المدنيين الفرنسيين بالمقابر الكبرى قصد تسهيل عملية الجمع وإعادة جمع رفات الموتى. ويتضمن البرنامج إعادة جمع ما يناهز 137 مقبرة صغيرة خاصة متدهورة، وإعادة توزيعها على 26 مقبرة سيتم تأهيلها وإعادة الاعتبار لها. واعتبر رئيس الدبلوماسية الفرنسية حرية اختيار إعادة نقل رفات الموتى لعائلاتهم بفرنسا، ستحترم من طرف الحكومة الفرنسية، التي أمهلتهم فرصة حتى منتصف جانفي المقبل، لاتخاذ قراراتهم. وواصل جوبي بأنه بالنظر لأهمية الموضوع، فقد خصصت الحكومة الفرنسية 548 ألف أورو، لإعادة ترميم المقابر ضمن برنامج “بي أل أف” رغم المشاكل المتتالية، مؤكدا على الأهمية التي توليها باريس للموضوع حيث استثنت الغلاف المالي من جلسات النقاش المتصلة بالميزانية، قناعة منها أنه واجب فرنسا تجاه موتاها المدفونين بالخارج. ويذكر في هذا الشأن أن العديد من المقابر المسيحية بالجزائر لا تلقى الرعاية اللازمة، وتتعرض لجميع ألوان الإهمال، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر المقبرة المسيحية ببلدية عين البنيان التي لا يكترث حراسها حتى بنزع الحشائش عند حلول فصل الصيف، بل يقومون بإشعال النار للتخلص منها بسهولة، فضلا عن عدم طلائها أو احترام حرمة الموتى.