أعلنت الحكومة الفرنسية عن جمع رفاة 210 ألف من الأقدام السوداء في 22 مقبرة عبر التراب الوطني بالاتفاق مع السلطات الجزائرية لكنها تركت الخيار لأهالي الموتى لتحويل هذه الرقاة إلى الأراضي الفرنسية على حسابهم. وتضمن قرار وقعه وزير الخارجية ألان جوبي صدر في الجريدة الرسمية الفرنسية بتاريخ 23 جوان الجاري تفاصيل خطة تجميع رفاة المستوطنين الفرنسيين في مقابر بالجزائر، بناء على اقتراح من السفير الفرنسي ببلادنا ، وتبعا لقرار صادر عن وزارة الداخلية الجزائرية في 2009 القاضي بتجميع رفاة المستوطنين في مقابر محددة. و نص القرار على منح أقارب وأهالي المستوطنين مهلة من أربعة أشهر من تاريخ صدور القرار لتبليغ القنصل الفرنسي المختص إقليميا إذا كانوا يرغبون في نقل رفاة أهاليهم إلى الأراضي الفرنسي على حسابهم. وأرفق القرار بجدول يضم خريطة قبور المدنيين الفرنسيين و أماكن تجميعها، فبالنسبة للعاصمة وقع الاختيار على ثلاثة مقابر هي بلفور بالحراش و الابيار و شارع الشهداء لتضم الرفاة الموزعة حاليا على 22 مقبرة بالمدينة التي كانت تعد أهم بؤرة استيطان في الفترة الاستعمارية وبعد الاستقلال،و تم جمع مقابر ناحية عين الدفلى في مقبرة واحدة و نفس الأمر بالبليدة، في حين تم تجميع مقابر تيبازة وهي 14 مقبرة في موقعين هما شرشال و حجوط . واختيرت المقابر الواقعة في مراكز المدن الرئيسية لاستقبال رفاة المستوطنين كما هو الحال في تيزي وزو وعنابة وباتنة والطارف و قالمة و جيجل و ميلة و أم البواقي ومستغانم و سيدي بلعباس وتيارت وتيسمسيلت وتلمسان و سطيف وسكيكدة وتبسة. و يعتبر القرار الجديد الأحدث في سلسلة إجراءات اعتمدتها السلطات الفرنسية بخصوص المقابر الفرنسية التي تعرض كثير منها للتخريب والإهمال. وباشرت باريس بعد زيارة الرئيس الفرنسي الأسبق للجزائر في 2003 برنامجا لصيانة و حماية 453 مقبرة مسيحية و59 يهودية و11 مختلطة ضمت حوالي 159 ألف قبر لموتى مسيحيين ونحو 51 ألف قبر لموتى يهود.و أعلنت الخارجية الفرنسية قبل سنتين عن إنفاق مليون اورو لصيانة هذه المقابر . وينتظر أن تسترجع السلطات العمومية هذه المقابر وكثيرها يوجد في مواقع إستراتيجية يمكن توظيفها لانجاز مشاريع سكنية أو تحويلها إلى حدائق بعد إخلاءها من المقابر. و بغض النظر عن خلفيات القرار، يشكل توزيع المقابر الفرنسية بشكل مباشر أماكن تمركز المستوطنين الفرنسيين والأوربيين في الأراضي الجزائرية خلال فترة الاستعمار و التي تركز أساسا في المناطق الفلاحية و المدن الساحلية بعد إفراغها من سكانها الأصليين .