أصدرت، مؤخراً، الشاعرة عفاف فنوح، ديوانها الشعري الجديد الذي وسمته ب”بحري يغرق أحيانا”، وهو عبارة عن مجموعة من القصائد المتنوعة تتناول في نصوصها الشعرية موضوع المرأة، أو “الأنثى” للتعبير عن أشكال مختلفة ومتعددة من الهواجس التي تعاني منها الأنثى. الديوان الشعري هذا، الذي صدرت عن منشورات دار الحكمة، تناولت فيه الشاعرة الأحزان الدفينة مبرزة الآلام الموجعة التي تنهش أغوار الأنثى وتسلب منها الفرحة والأمل، وتبقيها طريحة فراش الأسى والمعاناة الداخلية للشعور واللاشعور، حيث تابعت الشاعرة وصف هذه المعاناة في قصيدة تلو الأخرى بطريقة وبأخرى، متفننة في تقديم وصف بليغ عن العذاب الذي يلازم المرأة ككائن بشري له جسد وعاطفة وجدان، صورت مكبوتات لإنسان لا يجني من حبه إلا الفراق والوحدة المريرة والقاتلة تصوير جسدته في ملامح الوجدان الضائع والحب الغير حقيقي والواهم. وصورت أيضا جسدا يرثي حاله، يرثي شهوته، جسد بارد و يحتاج إلى الدفء والحنان. كل هذا وذاك هو استعراض لأوجاع الهوى الذي يبنى على الأحلام والسراب، ففي طيات هذه الأشعار روت حجم الجراح التي لم تندمل بعد إذ أرادت من خلالها توجيه صرخة عميقة تعبر عن تاريخ من العذاب النفسي القاهر الذي يصيب المرأة أو الأنثى كجسد و كقلب. تاريخ اغتصب شبابها وأفراحها وطموحاتها جراء خيانة العهد من طرف الموثوق فيه من الرجال الذين لم يجلبوا سوى الحزن والعار وقضوا على الأمل وبذور الحب بالمقابل استطاعت أن تخرج الشاعرة من جب الأحزان، لتعانق شمس الأمل ونبض الحياة الجميلة، بهدم جدار الذكريات وإحراق دفئ العاشق في مقتطفات من قصيد أخرى من الديوان الشعري.