حذر تقرير ميداني من ليبيا، نشر أمس، من محاولات المقاتلين الموالين للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي القيام بهجمات ضد الموظفين الأجانب والمنشآت النفطية في منطقة فزان بجنوب غرب البلاد، إذا طردوا من معاقلهم الأخيرة، في سيناريو يعيد الذاكرة إلى المشهد العراقي بعد الإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين. تقول التقارير أن ليبيا قد تشهد “حرب عصابات” وذلك بعد تمكن قوات المجلس الانتقالي الليبي من السيطرة على مدينة بني وليد، واقترابها من حسم معركة سرت، وباتت الشركات النفطية مهددة بخطر الهجمات التي تقوم بها عصابات مسلحة تحمل أجندات مختلفة، كما أشارت إلى ذلك تقارير وكالة “رويترز” للأنباء. ويقول محللون أن المنطقة الأعلى خطرا من حيث الهجمات هي فزان تلك المنطقة الصحراوية في الجنوب الغربي الغنية بالنفط، والتي سيطر عليها المقاتلون الموالون للقذافي حتى أواخر سبتمبر. ويوجد في فزان حقل الفيل وتديره شركة إيني وحقل الشرارة الذي تشغله شركة ريبسول. ويعتقد الكثير من الليبيين أن زعيمهم المخلوع يختبئ هناك. ومثلت طاقة الحقلين البالغة نحو 330 ألف برميل يوميا نحو خمس إجمالي إنتاج ليبيا من النفط قبل الحرب. وفي حين أن الأثر على صناعة النفط في هذه المنطقة سيكون أقل منه في حوض سرت الذي يعتبر الآن آمنا نسبيا، فإن الهجمات قد تبطئ أو حتى توقف الزيادة في إنتاج النفط التي ينتظرها الزعماء الليبيون الذين يحتاجون المال بشدة والدول المستهلكة على حد سواء. وقال هنري سميث من شركة (كونترول ريسكس) أن المنشآت التي تقع في منطقة فزان النائية هدف سهل للميليشيات المتجولة التي يمكن أن تضرب ضربتها ثم تختفي بسرعة في الصحراء. وأضاف: “أخطر التهديدات الأمنية للأصول النفطية هي في بحر رمال أوباري بين غدامس وسبها وغات. إأنها ليست آمنة ومن ذهب إلى هناك سيقول لك أن حمايتها ستظل صعبة خاصة في ظل عدم وجود قوة أمنية مركزية”. وهاجمت قوات القذافي منشات نفطية هذا الصيف. وفي سبتمبر نصب كمين في مصفاة وميناء التصدير راس لانوف في شرق ليبيا وقتل 17 شخصا، على الرغم من أنها كانت وراء خطوط المجلس الانتقالي ويفترض أن الكتائب الموجودة بالشرق كانت تحميها.