بدت راضية نصراوي، المحامية والناشطة التونسية، خلال مشاركتها في برنامج "سي دون لار" على الفضائية الفرنسية "فرانس 5"، متفائلة جدا بمستقبل الديمقراطية في تونس، وقالت إنه لا خوف على تونس من فوز حزب النهضة، وإن على التونسيين أن يبقوا متفطنين، لأن فوز النهضة في الانتخابات الأخيرة ليس معناه صك على بياض، فهي في حال ما تراجعت عن وعودها وحاولت المساس بالحريات، فإن الشعب التونسي الذي ملأ الشارع للإطاحة ببن علي سيخرج مرة أخرى للإطاحة بالنهضة، إلا أنه حتى الآن علينا – قالت – كتوانسة أن نقبل اللعبة الديمقراطية، لأن تونس لن تكون إيران ثانية، ثم إن النهضة ستكون مضطرة لإشراك الآخرين في تسيير الحكم لأنها ليست لها تجربة حكم، واستبعدت أن تخطئ النهضة وتفرض قوانين تؤثر على السياحة لأنها تكون مجبرة على توفير مناصب الشغل وحل المشاكل الاقتصادية للبلاد وليس العكس. فإن كان الأمر كذلك فما يسعنا إلا التفاؤل لمستقبل تونس، فربما ستكون النهضة استثناء هناك، لأننا هنا في الجزائر لم نعرف إلا الوجه الأكثر قبحا من الإسلام السياسي، التيار السلفي الذي أغرق البلاد في الدم والدمار، ويخطئ من قال إن العنف في الجزائر بدأ لما أوقف الجيش المسار الانتخابي بفوز "الفيس" في التشريعيات، فالعنف الأصولي في الجزائر بدأ بداية الثمانينيات بالاعتداء على ثكنة الصومعة وقتل الشرطة وسرقة أسلحة من طرف جماعة بويعلي المقرب من الشيخ نحناح، زعيم حمس رحمه الله، كما عرفت البلاد طوال فترة نشاط "الفيس" العديد من عمليات عنف مثل الاعتداء على ثكنة ڤمار قبل انتخابات ديسمبر 1991، إلى جانب العنف اللفظي ومحاولات الاعتداء على الأزواج في المنتزهات والشواطئ وغيرها من الحملات التي كانت تقودها ميليشيات من الحزب المحل. قارنت هنا التيار الإسلامي في تونس بالحركة السلفية في الجزائر لأنني كثيرا ما أتلقى ردودا تربط العنف في الجزائر بوقف المسار الانتخابي، وهذا غير صحيح على الإطلاق وأيضا لأقول إنه ربما لا خوف على تونس بفوز النهضة وإن مخاوف بعض التونسيين من هذا الفوز قد تتلاشى، خاصة وأن النهضة بدأت تحاول الاعتماد على الإطارات التونسية الحالية وإن صح ما ورد في "الفجر" اليوم حول نيتها تنصيب المستيري رئيسا للجمهورية، فإنه يمكن القول إن لا شيء تغير في تونس، سوى سقوط بن علي غير المأسوف عليه، بل بالعكس قد يكون المستقبل أفضل، هذا إذا لم تلجأ النهضة مثلما فعل الملالي في إيران إلى الاستعانة بالديمقراطيين لتسيير مرحلة انتقالية من الحكم، مرحلة تكون كافية لتتمكن من تكوين إطاراتها، ثم تتخلى عن هؤلاء مثلما حدث في إيران. لكن يبقى الأمل أكبر في وعي الشعب التونسي الذي برهن عليه خلال الانتخابات الأخيرة.