شل الناقلون الخواص بمنطقة الوسط حركة النقل العمومي للمسافرين، خصوصا أصحاب الحافلات التي تشغل خطوطا ما بين الولايات تربط بين بومرداس بكل من الجزائر العاصمة، البويرة وتيزي وزو، إضافة الى الخطوط الداخلية والحضرية بإقليم الولاية، الأمر الذي عطل مصالح المواطنين فيما تغيب البعض عن عملهم بسبب الغياب التام لأدنى وسيلة نقل تقلهم لمقر عملهم، وذلك للمطالبة بجملة من المطالب أهمها رفع التسعيرة والتعجيل بعملية تهيئة المحطة المركزية البرية لنقل المسافرين التي أصبحت بمثابة فضاء مفتوح عرضة للإهمال منذ ما يناهز سنتين دون تحرك السلطات المعنية، على حد قول ممثليهم. حسب ولد عمري ابراهيم، نائب رئيس المكتب الولائي للاتحاد الوطني الجزائري للناقلين ببومرداس، فقد قرر ناقلو بومرداس الدخول في إضراب شامل لمدة يوم للمطالبة بجملة من المطالب خصوصا بعد اعتماد السلطات ما وصفه “سياسة الهروب والتماطل وعدم أخذ انشغالات الناقلين مأخذ الجد والتلاعب بمصير النقل الذي يعتبر عصب الحياة الاقتصادية والاجتماعية للوطن”، على حد قوله، مطالبا في الوقت ذاته بالإسراع في مراجعة التسعيرة المعمول بها حاليا وجعلها تتماشى مع متطلبات النقل خاصة مع ارتفاع أسعار قطع الغيار والزيوت الذي بلغ مستوى قياسيا في الآونة الأخيرة، وكذا إعادة النظر في الضريبة المفروضة على الناقل، بالنظر إلى تراجع المردود بسبب العدد المتزايد للناقلين. وندد ذات المتحدث بعدم تطبيق واستحداث مخططات النقل وتكوين لجنة لدراسة وتوزيع الخطوط، حسب الاحتياجات، للحد من الفوضى التي تشهدها الولاية، مشيرا في السياق ذاته إلى الوضعية المزرية التي آلت إليها المحطات البرية لنقل المسافرين على رأسها المحطة البرية المركزية للنقل مابين الولايات الواقعة بعاصمة الولاية التي أضحت بمثابة أرضية قاحلة تفتقر لأدنى الخدمات وشروط الراحة للمسافرين والناقلين على حد سواء، بعدما تم غلقها منذ سنتين دون إعادة تهيئتها وفتحها أمام المسافرين. ومن جهتهم، عبر بعض أصحاب حافلات النقل ما بين الولايات، خصوصا ولايتي البويرة وتيزي وزو، الذين التقتهم “الفجر” بالمحطة البرية التي وضعتها السلطات بصفة مؤقتة، عن استيائهم الشديد مما تشهده هذه الأخيرة من تدهور على جميع المستويات إضافة إلى فوضى تسيير المحطات على رأسها المحطة المركزية لعاصمة الولاية التي ظلت مغلقة منذ سنتين والتي بلغت أفظع درجات الإهمال واللامبالاة وكذا الانعدام الكامل للخدمات. ومن جهة أخرى، تحدث بعض المسافرين بنبرة من التأسف والحصرة الشديدتين، بسبب ما آل إليه قطاع النقل بالمنطقة، بسبب ما اسموه جشع وطمع الناقلين الذين أصبح همهم الوحيد هو “جمع الدنانير” على حساب راحة المواطن، وقال البعض الآخر “المواطن البسيط دائما هو من يدفع ثمن الإضرابات والاحتجاجات، بدليل أن هناك الكثير من حرم من كسب قوته بسبب عدم التحاقه بمنصب عمله”.