يبحث كل أب وأم - بالتأكيد - عن علاقة مثالية مع أبنائهم، تعتمد على أن يكونوا متقاربين، ولكنهم أحيانا لا يثقون أن مثل هذا الأمر ممكن مع تقدم عمر الطفل ودخوله مرحلة المراهقة، فإن الطفل مع تقدم عمره يبدأ في الشعور بالاستقلالية ويبحث عن قضاء الوقت مع أصدقائه أكثر من الوقت الذي يقضيه مع أهله. وعليك أن تعلمي أن تعاملك مع ابنك أو ابنتك يجب ألا يكون كله مبنيا على الصراعات، فطفلك قد يبدو لك أنه غريب ولكنه في النهاية يظل طفلك، ويجب عليك أن تتعاملي معه بكل ثقة، مع الوضع في الاعتبار أنك ستواجهين بعض الصعوبات في التعامل في مراحل التربية المختلفة التي يمر بها طفلك. وستساعدك مجموعة الأفكار التالية على التعامل مع الطفل بذكاء مع الابتعاد عن بعض الأخطاء في التعامل التي قد تؤدي لسوء العلاقات بينكما.
- يجب عليك أن تعلمي أن طفلك لا يحب أن يكون كل تعاملك معه عبارة عن إصدار أوامر وتصحيح أخطاء، مع اعتبار أن مثل ذلك الأسلوب في التعامل سيجعل العلاقة بينكما متوترة ولن يجعل ابنك أو ابنتك يستمع إلى ما تقولينه. وإذا كنت تريدين من طفلك أن يحترمك، فعليك أنت أيضا في المقابل أن تتواصلي معه بأسلوب قائم على الاحترام. وإذا كنت تريدين أن تطلبي من طفلك شيئا ما فعليك أن تتحدثي إليه بصوت هادئ وأن تكون طلباتك معقولة. واعلمي أنه يمكنك أن تحمّلى طفلك مسؤولية أفعاله بطريقة هادئة تمنحه أيضا فرصة التعلم من أخطائه. ويمكنك مثلا أن تطلبي من طفلك أن يساعدك فى تجهيز العشاء ليس عن طريق أمر مباشر جاف، ولكن يمكنك أن تقولي مثلا إنك مشغولة جدا وأنك تحتاجين مساعدته في تحضير العشاء.
- إن الانفصال والابتعاد عن الآباء والأمهات جزء طبيعي من مرحلة نمو أي طفل، ولكن مثل هذا الأمر قد يجعل الأم تضيق الخناق على طفلها أكثر. وبدلا من أن تمنح الأم طفلها بعض الحرية فإنها تحاول التحكم فيه أكثر، ما يزيد من الصراعات والمشاكل بينهما. وعليك أن تحاولى إعطاء طفلك المزيد من المسئولية والمزيد من المساحة لاتخاذ القرارات المختلفة والاشتراك في اتخاذ القرارات العائلية المختلفة. يمكنك أيضا أن تمنحي طفلك بعض الحرية في التصرفات وبعض الامتيازات مع إخباره بوجود عواقب تأتي مع تحمله للمسؤولية.
- إن معظم الأبناء المراهقين دائما يشعرون أن أهلهم يقفون ضدهم وليس معهم، وأن كل ما يفعلونه هو إصدار الأوامر دون الاستماع إليهم. ولكن عليك أن تعلمي أن الطفل إذا شعر أنك تقفين معه فإنه سيتحدث معك بصراحة وسيرغب في قضاء المزيد من الوقت مع العائلة. حاولي أن تمضي مع طفلك بعض الوقت المميز كل يوم، فيمكنك مثلا أن تمضي مع طفلك عشر دقائق مرة أو مرتين في اليوم تتحدثان وتسمعان معا الموسيقى مثلا، ما يزيد من الارتباط العاطفي بينكما ويجعل خطوط التواصل بينكما مفتوحة.
- إذا كنت من نوعية الأمهات اللائي يتوقعن أن الأسوأ هو الذي سيصدر من أبنائهن، فإن هذا قد يجعل العلاقة بينكما متوترة وتبعث على الاكتئاب. ويجب عليك أن تحاولي الاهتمام بهوايات طفلك حتى لو كنت لا تفهمينها.
- هناك بعض الأمهات اللاتي لا يثقن بحواسهن الخاصة ويتجهن للنصائح التي تقدمها كتب تربية الأطفال المختلفة، وهو الأمر الذي قد يؤدى لشعور الأم بالتوتر والقلق إذا لم تنجح في التعامل مع الطفل طبقا لنصائح الكتب والمقالات. ويمكنك أن تستخدمي الكتب والمقالات في محاولة الحصول على تفسير بعض سلوكيات طفلك الغريبة.
- إن مرحلة اتخاذ القرار تكون خطوة صعبة ومهمة بالنسبة للطفل، وهي مرحلة ستحتاج منك مساندة الطفل ومناقشة عواقب القرارات التي قد يتخذها معه. - إن الكثير من الأمهات يخطئن عندما يبدأن في عدم ملاحظة التغييرات التي قد تطرأ على أبنائهن، والتي قد تؤدي إلى عدم معرفة بالمشكلة التي يعانى منها الطفل. فعليك أن تعلمي أن طفلك يعاني من مشكلة ما، فإذا لاحظت مثلا أن طفلك يتأخر عند الاستيقاظ من النوم أو لا يقدم لك أصدقاءه الجدد. عليك ألا تضعي لطفلك أهدافا وتوقعات تفوق قدراته.
- إن الوقت الذي تخصصينه لطفلك وعائلتك هو وقت شديد الأهمية، لأنه سيمكنك دائما من ملاحظة أي تغييرات قد تطرأ على طفلك.