كشفت الأربع والعشرون ساعة التي تلت قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا، حجم انقسام السوريين حول ثورتهم ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد. ونقل التلفزيون السوري، أمس، تجمعات لمئات الآلاف من السوريين وسط العاصمة السورية دمشق، ترفع صور الرئيس بشار الأسد، وتعترض على قرار الجامعة العربية. وتزامنت تلك المشاهد مع تأكيد المملكة العربية السعودية وقطر تعرض سفارتيهما في دمشق للهجوم والتحطيم على يد شباب سوريا المؤيد للأسد والرافض لأي تدخل أجنبي. من جهتها، أكدت شخصيات من المعارضة السورية، تمكنت “الفجر” من التواصل معها، أنها ترحب بالقرار وتعتبره مرحلة هامة في مسيرة إسقاط النظام السوري الذي وصفته ب” الدموي والإجرامي”. مرح البقاعي - الناشطة الحقوقية السورية اعتبرت الناشطة السورية، مرح البقاعي، أن قرار الجامعة العربية جاء كنتيجة حتمية لما يقوم به النظام السوري، نتيجة تعنّته وإنكاره لواقع الثورة السورية وحتميتها. وقالت الناشطة في اتصال لها مع “الفجر” من واشنطن: “نظام الأسد الإجرامي تجاوز قرارات بقمعه قرارات الجامعة العربية”. وأضافت: “لقد جعل الأسد من القوات المسلحة مجرد آلية لحماية دكتاتورية وبقائه في كرسي الحكم الذي بدأ يتمايل وبقوة في مؤشر على سقوط مؤلم للأسد الذي لا يقل مأساوية عن سابقيه في النهج الدكتاتوري من القذافي وبن على وحسني مبارك”. وأشارت الناشطة السورية أن قادة الجيش السوري قامت بتغيير لون العربات المصفحة من العسكري إلى الأبيض والأزرق، وكذا تغيير ملابس “الشبيحة”، ومظهرهم لن يفيد في التعمية على عمليات القتل المنظم التي يمارسها النظام السوري منذ ثمانية أشهر ضد هذا الشعب الماجد”. وبالعودة إلى قرار الجامعة، فقد قالت الناشطة السورية أنه جاء قوياً وممهداً لعقوبات قد تصل إلى التدويل إذا لم يرتدع النظام السوري ويسحب آلياته وعصاباته المسلحة ويوقف مواجهة المتظاهرين العزل بالنار والقذائف. وقالت رئيسة معهد الوارف للدراسات الإنسانية بواشنطن: “الكرة الآن في ملعب النظام السوري، وهو المسؤول الوحيد عن إنقاذ سوريا أو دفعها باتجاه ما لا يحمد عقباه سواء على مستوى الاغتراب الأهلي أو التدخل الخارجي”. مهجة قحف - عضو بمنظمة مناهضة العنف في سوريا دعت الدكتورة مهجة قحف، الناشطة السورية والعضو بمنظمة مناهضة العنف في سوريا، المجتمع الدولي لضرورة المواصلة في تحقيق المزيد من الضغط على نظام الأسد، وذلك من أجل حماية المدنيين. وشددت الناشطة في اتصال لها مع “الفجر” من العاصمة الأمريكيةواشنطن حيث مقر المنظمة، على أن تتحد الدول العربية من أجل تكثيف جهودها لإرغام نظام الأسد على إطلاق سراح جميع المعتقلين من فئات المجتمع السوري الذين لا يزالون يقبعون في المعتقلات السورية بلا ذنب، على حد تعبير الدكتورة مهجة التي قالت: “هناك الآن أطفال وطلبة وتلاميذ في المعتقلات وهذا خرق للقانون الدولي”. الناشط السوري المعارض - عمر المقداد أكد الناشط السوري المعارض، عمر المقداد، أن المعارضة السورية تبارك قرار الجامعة العربية وموقفها الحاسم من الأزمة السورية. وقال المقداد، في اتصال مع”الفجر”: “القرار بمثابة إعادة الدفة وباللحظات الأخيرة إلى مسارها الصحيح”. وأضاف: “كنا نعول منذ البداية على قرار يدين الجرائم مدعوم بخطوات عملية على الأرض وإفهام السلطة في دمشق أن ما تقوم به من تنكيل بحق الشارع لن يمر مرور الكرام.. ولكن الحذر لازال يشوب الأمر، فالمطلوب ليس فقط تعليق العضوية”. هذا وأشار المقداد إلى أن الانطلاق باتجاه إجراءات سياسية دبلوماسية صارمة.. كطرد السفراء ومقاطعة هذه السلطة وإفهامها أن دورها انتهى بالجامعة العربية ومساعدة الشارع السوري في المجتمع الدولي والتحرك لإيقاف هذه السلطة عند حدودها، وصولا إلى إسقاطها من حسابات الحكومات العربية، يعد مرحلة هامة ستحسم المشهد السوري لصالح المعارضة المطالبة بإسقاط نظام الأسد منذ ما يزيد عن ثمانية أشهر.