بعض الناس يخلطون عمدا بين الموقف من نظام الأسد في سوريا وبين الموقف المخزي الذي اتخذته جامعة الدول العربية ضد سوريا؟! نظام الأسد شيء وسوريا الدولة شيء آخر! ترى لماذا لم تتخذ الجامعة العربية موقفا مما حدث في مصر حين كان عساكر مبارك وشرطته يبطشون بالمتظاهرين؟! ولماذا لم تتخذ قرار تجميد عضوية مصر في هذه الجامعة؟! ولماذا لم تتخذ الجامعة العربية القرار نفسه ضد حكومة الجزائر عندما كان الدم يسير إلى الركاب في الجزائر؟! ولماذا لم تتخذ الأمر نفسه بالنسبة لحكومة العراق الأمريكية قبل سنوات؟! ولماذا لم تتخذ الموقف نفسه في السودان وفي لبنان؟! لماذا لم تتخذ الجامعة العربية نفس الموقف من ملك البحرين الذي رقى نفسه إلى ملك باسم ديمقراطية الأمراء في الخليج؟! لماذا لم تتخذ القرار نفسه بالنسبة لتونس.. ولماذا ليبيا وسوريا هما اللذان يتخذ ضدهما مثل هذا القرار.. وتباركه في نفس اللحظة إسرائيل وأمريكا وفرنسا؟! حتى قبل أن تنطق به شفاه وزير خارجية قطر؟! الكيل بمكيالين خاصية إسرائيلية أمريكية بائنه بينونة كبرى.. وهي الدليل على أن ما جرى في الجامعة العربية بخصوص سوريا هو قرار غير عربي شكلا ومحتوى! أنا لا ألوم وزير الخارجية الجزائري على موافقته على القرار الإسرائيلي الذي جاءت به قطر لتعريبه في الجامعة العربية.. بل ألومه على أنه يريد الذهاب إلى إسرائيل عبر قطر أو عبر مصر أو عبر السعودية! ليست للجزائر الشجاعة الكافية بأن تفعل ما فعله السادات وتذهب مباشرة إلى تل أبيب عوض أن تذهب لها عبر قطر؟! هل نحن في الجزائر في حاجة لأن يسوقنا "هلفوت" قطري بهذه الصورة اللعينة؟! كان على الجزائر أن تذهب مباشرة إلى الأسد وتقول له ما تقول ولا تعطي هذه الورقة لقطر وغير قطر من أشباه الرجال وأشباه النساء في الجامعة العربية الخليجية كي يتاجروا بنا في المحافل الدولية؟! أنا شخصيا لم أستغرب موقف وزير خارجية قطر من وزير خارجية الجزائر الذي سحب منه الكلمة قبل أن يكملها! لأن الهوان الجزائري أمام قطر بدأ عندما سمحت الجزائر لدولة مجهرية لا تصلح حتى لأن تكون مبالة عمومية للجزائر بأن تتدخل في الشأن الداخلي للجزائر.. فتؤوي جنرال المناكد الجزائرية في سويت بالدوحة إلى جانب شيخ المناكد ومحامي الشيخة موزة في لندن في نفس الفندق.. وسمحت لقطر بأن تحشر أنفها في العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا لأن الشيخة موزة تعلمت 5 كلمات فرنسية في باريس فرأت أن قطر أصبحت مؤهلة لأن تتوسط بين الجزائر وفرنسا في مسائل حيوية مثل أورانيوم النيجر وأمن دول الساحل وتحشر أنفها في موضوع ليبيا وتعرض خدماتها على الجزائر! المشكلة فينا نحن الجزائريين عندما قبلنا أن نذهب إلى أمريكا وتل أبيب عبر قطر أو عبر القاهرة أو عبر الرياض.. فرأت قطر أن نذهب إلى باريس عبرها أيضا؟! لو كان حالنا حال الشقيقة مصر يمكن أن نقبل بزعامة قطر ونسكت.. ولو كان حالنا حال اليمن أو سوريا يمكن أن نسكت.. لكن أن نسكت لأن كارلا صديقة موزة.. وعلمتها كيف تلبس بيار كاردان وتتوسط للجزائر في السياسة فهذا هو العار الجزائري الذي لا يقبل؟! ماذا سيحدث لنا لو خرجنا من متاهات الشرق الأوسخ وغلقنا علينا حدودنا وبدأنا في بناء بلدنا عوض أن نسير وراء هؤلاء الذين كل ثقافتهم الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق؟!