قدم نائب الوزير الأول، نورالدين يزيد زرهوني، عدة ملاحظات حول قطاع الأشغال العمومية، وصفها بالأساسية، وجهها على وجه الخصوص للشركاء الأجانب وبعض المؤسسات المحلية، مطالبا فيها بضرورة توظيف الشباب، وتسليم المشعل إليهم. في إشارة من زرهوني إلى تسليم مقاليد القطاعات الحيوية إلى الشباب وتدريبهم على التكنولوجيات والتسيير الراشد، صرح أمس خلال تدشينه لصالون الأشغال العمومية رفقة وزير القطاع، عمار غول، قائلا: "لابد من توظيف خريجي الجامعات وتكوين الإطارات لتحقيق خطوة توطين الإنتاج في الجزائر، ولابد أن نمنح الفرصة للشباب لإظهار قدراتهم"، وهو التصريح الذي قرأه المتتبعون خلال الصالون على أنه مرحلة تمهيدية لتسليم المفاتيح إلى فئة الشباب، تماشيا والسوق الدولية ومتغيرات الوضع العربي. وفي قراءة لبعض ممثلي البرلمان بغرفتيه أمس، قال هؤلاء إن تصريحات زرهوني ونشاطه المتواصل مع قطاع الأشغال العمومية، ناتج عن حرص رئيس الجمهورية على ضرورة تفعيل مخططات الإصلاح والإنعاش لإنجاز مختلف المشاريع واختيار أحسن الشركاء من الأجانب، مع ضرورة إشراك المحليين لمنحهم الفرصة، وهي تشديد على ضرورة امتصاص البطالة المتفاقمة. وقال زرهوني أيضا في ندوة صحفية على هامش الصالون: "نعترف بالشركات المحلية، لكننا نريد استثمارا منتجا، وهو نفس ما نريده من الأجانب، لأن الجزائر سوق مربحة واستراتيجية، ولابد من تطويرها تكنولوجيا بالاستثمار وطنيا"، وذلك ما ذهب إليه أيضا الوزير غول، بقوله: "على الشركات فتح الأبواب لتوظيف الجامعيين والكفاءات المحلية، ولا شراكة من دون تأطير الجزائريين مستقبلا وتوظيفهم، وترقية القطاع متوقف على هذا، والتكامل مع الجانب يتطلب ذلك أيضا"، فيما أشار إلى اقتراح تعديل قانون الصفقات العمومية قريبا، وفقا لمتغيرات السوق الدولية، بغية جلب عدد أكبر من المستثمرين. وفي سياق آخر تحدث زرهوني عن ملاحظاته الأساسية قائلا: "لا نريد تجارة أجنبية فقط، بل نرغب في شراكة توطين الإنتاج، والأهم هي الديناميكية المتعلقة ببناء الهياكل القاعدية لتحسين أداء القاعدة، وفي قطاع الأشغال العمومية نحتاج إلى تدريب الجزائريين تكنولوجيا للمساهمة في إنجاز المشاريع الكبرى، ولابد من امتصاص قدرات 1،5 مليون طالب جامعي، ممن يزاولون دراساتهم الجامعية لخدمة البلد مستقبلا". وعن ملاحظة تخص الشراكة ذاتها، يضيف زرهوني "تجنيد الطاقات المحلية أنتج تحسنا في مجال الهندسة في ورشات الأشغال، وأنتج حسن التسيير للمشاريع تدريجيا، لكن يبقى هناك نقص تكنولوجي، رغم حضور العتاد وتوفر الموارد المالية والبشرية، وهذا ما نريده حقا من الأجانب"، وهو ما أشار إليه غول حين قال: "لنشمر على سواعدنا محليا من أجل إنجاز مشاريعنا المرتقبة، ولا نتكل فقط على الأجانب". عبد النور جحنين