تطرّق الفنان الليبي عبد الخالق مصطفى يربوع على هامش الحفل، الذي أحياه رفقة أوركسترا الزاوية الليبية في الطبعة الثالثة لمهرجان الموسيقى الأندلسية المغاربي بتلمسان في حديث جمعه ب”الفجر” إلى بعض الجوانب المتعلقة بواقع المشهد الثقافي بوجه عام والفني بوجه خاص المتعلق بالموسيقى الأندلسية الليبية في ظل النظام السابق للراحل معمر القذافي ونظام الحكومة الجديدة أو ما يعرف عنها بالمجلس الانتقالي. كشف المتحدث عن عديد النقاط التي أعادت الثقافة والفن الليبي إلى الوراء أدخلته في غيبوبة دامت لفترة طويلة من الزمن لم تستطع الخروج منها لحد الآن، جراء التهميش والإقصاء الذي طالها على جميع الأصعدة طيلة الأربعين سنة التي حكم فيها نظام القذافي البلاد، ناهيك عن سياسة القمع وتكميم الأفواه التي كان يتعرض لها الفنان أو المثقف بالردع والسجن والتعذيب. وحسب الفنان، فإنه لم تكن هناك وزارة للثقافة تهتم بشؤونهم ولا حتى هيئات مخصصة ومكلفة بأنشطة مثل هذه على المستوى المحلي والإقليمي، حيث لم يقتصر هذا الإجراء التعسفي على الفن فقط بل تعداه إلى مجالات أخرى على غرار الرياضة ونشاطات ذات صلة بها كالمناهج التعليمية التي منعت تعلم اللغات الأجنبية، لا سيما الانجليزية والفرنسية، بالإضافة إلى قواعد أخرى في التعليم تختار حسب أفكار الكتاب الأخضر للقذافي، معتبرا أن النظام السابق صادر حرية التعبير والفكر والتعليم وكل أنواع الفنون. وفي نفس السياق قال الفنان بأن الوضع شهد بعض التغييرات الطفيفة في ظل حكومة ليبيا الجديدة أو ليبيا الحرة، حيث بدأت المياه تعود إلى مجاريها، فقد حدثت جملة من التغييرات في جميع الميادين ومنها الثقافية والفنية في انتظار أن يبدأ في تطبيقها خلال الأيام القادمة، مشيرا إلى مشاركتهم في تظاهرة المهرجان المغاربي للموسيقى الأندلسية في طبعاته الثلاث على غرار المشاركة في الطبعتين الأولى والثانية بالقليعة اللتان كانتا إبّان حكم النظام السابق فيما كانت الثالثة بتلمسان في ظل الحكومة الانتقالية المؤقتة، حيث قال بأن جميع المشاركات كانت على الحساب الخاص للفرقة، وهو الأمر الذي قلّص من عدد مشاركتها الإقليمية نتيجة عدم توفر الإمكانات المادية الخاصة بالتنقل والمصاريف. على صعيد آخر، يرى بأن طابع المالوف الذي يشتهر في ليبيا لا يختلف كثيرا عن المالوف المغربي، التونسي والجزائري، فقد أثرت في تواجده وظهوره الزوايا الصوفية نتيجة الهجرات العكسية من بلاد الأندلس إلى ليبيا، وبالتالي هو يميل إلى الطابع الصوفي البحت ينطلق من قواعد التعليم في الزوايا، فلم توضع له مدارس للتعليم كما هو الحال في بعض مناطق الجزائر، جراء الأسباب السابقة، فالزوايا الصوفية لعبت دورا كبيرا في الحفاظ عليه من الزوال والاندثار كما عملت على توريثه ونشره في مختلف مناطق القطر الليبي.