حذر الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ من النتائج الكارثية للتلاميذ خلال الفصل الأول بسبب انشغال الأساتذة والمعلمين بالانتخابات الخاصة بالخدمات الاجتماعية، وحمل وزارة التربية ضعف المعدلات التي ستشهدها المؤسسات التعليمية في مختلف أطوارها. في ظل عواقب إضراب الأسبوع ومخلفات الأحوال الجوية التي شلت عدة مؤسسات عبر الوطن، في الوقت الذي لم تنطلق الدروس في 7 مؤسسات ببجاية منذ سبتمبر إلى غاية الآن، بسبب مشكل غياب الأساتذة. مخاوف عديدة طرحها رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ في تصريحه ل”الفجر”، بخصوص الوضعية التي آلت اليه المدرسة الجزائرية، بسبب الارتجالية في معالجة الملفات العالقة من طرف وزارة التربية، وطرح بقوة مشكلة مخلفات تنظيم انتخابات لتحديد طريقة تسيير الخدمات الاجتماعية، في يوم دراسي تعرف فيه المؤسسات المدرسية فترة اختبارات وامتحانات، وصرح رئيس الجمعية، أحمد خالد، أن انشغال عمال قطاع التربية بالحملة الانتخابية التي تشنها النقابات المستقلة منذ لأسابيع الماضية، سيؤثر سلبا على المردود الذي يقدمه الأساتذة للتلاميذ، متسائلا عن مصير نتائج الفصل الأول في حالة إصرار الوزارة على أن تكون هذه الانتخابات يوم الأربعاء المقبل، مؤكدا أنه كان على مسؤولي الوصاية تأجيل العملية إلى غاية عطلة الشتاء التي ستنطلق يوم 15 ديسبمبر الجاري أو مباشرة بعد العطلة. واستنكر خالد، فرض الوزارة في كل مرة حول الملفات المهمة في قطاع التربية، وندد بعدم استشارة اتحاد الاولياء في المواضيع التي يتأثر فيها التلميذ، مباشرة أو غير مباشرة، حتى وإن كانت الانتخابات تخص العمال فقط، مؤكدا أن انشغال هؤلاء بالحملة الانتخابية ومحاولة كل نقابة فرض مقترحها وتصورها يشوش على عطائهم داخل القسم، ما سيعود سلبا على نتائجهم. وأضاف المتحدث أن بن بوزيد وطاقم وزارته أهملوا عدة نقاط في عملية معالجة ملف الخدمات الاجتماعية الذي يضم ملايير الدنانير، كما تناسى حجم السلبيات التي خلفها إضراب الاساتذة الذي دام أسبوعا كاملا في بداية السنة الدراسية، حيث لم يتمكن أغلبية الاساتذة من استدراك الدروس وإن تم ذلك فكان بالحشو، وعلى حساب الفهم، وهو ما سيؤثر على نتائج المتمدرسين، الذين واجهوا أيضا عراقيل من نوع اخر، تتمثل وعلى حد قول أحمد خالد في الامطار الغزيرة التي عرفتها عدة ولايات من الوطن، حيث أدت إلى غلق عدة مدارس ومؤسسات تربوية، فيما حولت في مناطق أخرى الى مناطق لإيواء المتشردين بعد أن غمرت مياه الأمطار أغلبية مساكنهم. ويحدث هذا في الوقت الذي تعرف العديد من المؤسسات نقصا فادحا في الأساتذة، خاصة في مادة اللغات الفرنسية والانجليزية، وكذا الرياضيات، بعد التأخر في الإعلان عن نتائج مسابقات الأساتذة واقتصار إفراجها على ولاية العاصمة فقط، والاخطر من ذلك، يقول خالد، هو قضية ولاية بجاية حيث سجل الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ 7 مؤسسات تربوية بدون أساتذة، في ظل صمت الجهات المعنية والوزارة الوصية. في المقابل، طمأن الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين وعن طريق مكلفها بالإعلام، مسعود عمراوي، بأن عملية الانتخابات تكون خارج أوقات الدراسة، وأنها لن تعيق مهام الأساتذة، بالنظر إلى إن كل مؤسسة تربوية ستواصل عملها دون أي خلل، ماعدا موظف واحد في المؤسسة هو الذي سيقاطع نشاطه في هذا يوم 7 ديسمبر، ويفرغ وقته من أجل إنجاح العملية، وقد يكون أستاذ أو مراقب أو عامل مهني.