يمكن وضع العام 2011 في خانة النسيان، لأنه ببساطة سجل انتكاسة الجزائر كرويا،من خلال عدم الفوز بأي لقب على المستويين القاري والإقليمي على صعيد المنتخبات الوطنية وحتى الأندية. وفي داخل الوطن، الشلف يتوج بأول بطولة احترافية لا تحمل من الاحتراف سوى المصطلح، لأن الممارسات الهاوية تواصلت، من عنف في المدرجات وإقالات واستقالات للمدربين، وفوق ذلك شركات تسيير الأندية بقيت حبرا على ورق. وفي الرياضات الفردية والجماعية، كشفت تظاهرتا الألعاب الإفريقية والعربية تراجعها، رغم بعض الإنجازات الفردية المسجلة في بعض الاختصاصات. الشلف يتوح بأول بطولة محترفة.. والكرة تبقى بعيدة عن الإحتراف حملت سنة 2011 أبرز حدث رياضي وطنيا، وهو إطلاق أول نسخة لبطولة احترافية. الأمل كان في أن يضاهي المستوى الأوروبي، لكن للأسف وقفنا على نكسة. التنافس في مؤخرة ترتيب البطولة بين أندية كبيرة على غرار شبيبة القبائل، اتحاد العاصمة ومولودية العاصمة في وقت استأثر الشلف بأول لقب احترافي. هكذا كانت انطلاقة الجزائر مع الاحتراف قررت الفاف في اجتماعها برؤساء أندية القسمين الأول والثاني، إطلاق بطولتين احترافيتين، اشترطت حينها هيئة روراوة على الأندية المعنية إنشاء مؤسساتها التجارية قبل تاريخ 30 جوان 2010 تحسبا للموسم الرياضي 2010 /2011، إلا أنها اصطدمت بردود الأندية، التي بدت غير قادرة على دخول الاحتراف بهياكلها السابقة، مما أجبر الاتحادية على وضع تسهيلات على مستوى مراكز السجل التجاري، للاستفادة من صفة المؤسسة التجارية. بعدها تمكنت الفرق المعنية من الاستفادة من التدابير الجديدة التي وضعتها الدولة لتدعيم بعث بطولة وطنية محترفة في كرة القدم. البرمجة ضد التيار من أهم النقاط السوداء التي ميزت أول بطولة احترافية في الجزائر، البرمجة السيئة للرابطة الوطنية لكرة القدم، لأن تأخر انتهاء البطولة إلى يوم 8 جويلية الماضي، أفضل دليل لوصف أول موسم كروي احترافي بالكارثي. ودخلت أنديتنا في مشاكل لا تحصى ولا تعد، لأنها لم تمتلك حينها الوقت اللازم للتحضير أو لاستقدام عناصر جديدة، إضافة إلى أن سوء البرمجة ساهم بصفة مباشرة في تراجع عدة أندية كانت مرشحة للمنافسة على اللقب، لأنها ببساطة شاركت في البطولة القارية، وذلك راجع لكثافة المباريات. سقوط حر للتحكيم كان التحكيم في قفص الاتهام، خاصة مع انطلاق ثاني موسم احترافي، إذ أنه ورغم مساعي هيئة بلعيد لكارن لتطوير مستوى الحكام الجزائريين، إلا أن هذه المسألة لم تتقدم لحد الآن، فبالعكس فإن هذا السلك في تدهور مستمر، بدليل الاتهامات التي توجهها أنديتنا في كل مرة للحكام، باختلاف أسباب الأخطاء التي يرتكبونها، لدرجة أن الأمر وصل لحد اتهام أحد المدربين التحكيم وتحميله مسؤولية سقوط فريقه إلى القسم الثاني. ومع ذلك ورغم الجهود التي تبذلها الرابطة الوطنية بقيادة محفوظ قرباج خليفة الرئيس السابق محمد مشرارة، إلا أن لا شيء تغير نحو الأحسن لحد انقضاء مرحلة الذهاب من الموسم الحالي، فأغلب الأندية حمّلت الحكام مسؤوليات انهزاماتها. العنف ظاهرة خالفت الاحتراف ومن أهم المظاهر التي خالفت مشروع الاحتراف، العنف في الملاعب، والتي يبدو أنها آفة فشلت في محوها مساعي مسؤولي الكرة المستديرة، فقليلة هي اللقاءات التي خلت من مظاهر العنف، حيث أصبحت المدرجات مسرحا للمناوشات، ناهيك عن اقتحام للميدان وأعمال التخريب والتكسير خارج الملعب، حتى أن تهديدات الرابطة الوطنية باتخاذ عقوبة اللعب بدون جمهور، لم تجد نفعا، لأن الفرق في حد ذاتها رفضت القرار جملة وتفصيلا. التأجيلات يعني أطول بطولة شهدت البطولة الوطنية في أول موسم احترافي لها العديد من التأجيلات المتكررة، الراجعة لعدة أسباب أولها توترات الشارع مطلع السنة الحالية، وهو الأمر الذي جعل البطولة الوطنية تركن للراحة الاضطرارية شهرا قبل ميعادها المحدد، ومشاركة المنتخب الوطني للمحليين في الشأن إضافة إلى ارتباط المنتخب الوطني بتصفيات كأس أمم افريقيا، وبعض الأندية بكأسي رابطة أبطال إفريقيا ومسابقة كأس الكاف. مما جعل البطولة تسدل ستارها منتصف شهر جوان الماضي، لتكون بذلك أطول بطولة وطنية. وقد عبرت العديد من الأندية الوطنية عن استيائها الكبير من كثرة التأجيلات. الار يخفقون في أول موسم احترافي كان التراجع الكبير لمستوى الأندية الكبيرة أهم ميزة في صورة مولودية الجزائر بطل الموسم ما قبل الماضي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط، إلى جانب جاره اتحاد العاصمة الذي تغيرت أهدافه من المنافسة على اللقب إلى اللعب على ورقة البقاء، أضف إلى ذلك وفاق سطيف الذي شهد سقوطا حرا في مرحلة العودة، ما جعله يفقد أغلب نجومه. ولم تنج شبيبة القبائل من هذه الدوامة، لأن حامل كأس الجمهورية ضمن البقاء بشق الأنفس، الأمر الذي استغرب له عشاق الكناري، رغم تبريرات حناشي بكثافة المنافسة، وانخفاض عزيمة اللاعبين بعد التتويج بالكأس. 28 مدربا أقيلوا في 15 جولة فقط رغم أننا شهدنا تحسنا في الأداء خلال المرحلة الأولى من ثاني موسم تخوضه أنديتنا المحترفة، من خلال التقارب الملحوظ بين مستوى الفرق، والدليل أن وفاق سطيف البطل الشتوي يبتعد بفارق بسيط عن أصحاب المراكز الوسطى في الترتيب العام، إلا أننا وقفنا عند نقطة سلبية أخرى، تمثلت في إقالة المدربين، أو "العقلية الجديدة" التي أصبحت علامة مسجلة في بطولتنا الاحترافية، لأن التخلص من المدرب أضحى يشكل تبريرا بالنسبة لرؤساء الأندية عن أسباب تراجع فرقهم في النتائج، حيث سجلنا رقم 28 مدربا بين محلي وأجنبي. ونجد أن فريق وفاق سطيف مثلا اعتمد مدربين، شأنه في ذلك شأن اتحاد العاصمة، شباب بلوزداد، جمعية الشلف، جمعية الخروب، نصر حسين داي وشباب قسنطينة، فيما تداول ثلاثة مدربين على كل من أندية مولودية الجزائر، شبيبة القبائل وحطمت مولودية وهران الرقم القياسي في انتداب المدربين باعتمادها على أربعة مدربين، فيما حافظت خمسة فرق فقط على مدربيها من دون أن تقيلهم، ونعني بها شبيبة بجاية، اتحاد الحراش، وداد تلمسان، مولودية العلمة، شباب باتنة ومولودية سعيدة.