تواصلت صباح أول أمس في دائرة الثقافة والإعلام فعاليات "ملتقى الشارقة التاسع للمسرح العربي" الذي تنظمه إدارة المسرح في الدائرة. وقد اشتملت فعاليات يوم أمس على جلستين، سلط الضوء فيهما على أبحاث كل من الدكتور الجزائري حميد علاوي، الباحثة نورة أمين، رشا عبد المنعم والباحث ياسر علام. تضمنت الجلسة الأولى محورين، الأول منه "مسارح عربية متنوعة في أفق التغيير" للباحث الجزائري الدكتور حميد علاوي وقدمه المسرحي السوداني عصام أبو القاسم والثاني بعنوان " تجربة إوجستو بوال في المشهد المسرحي المصري" للباحثة نورة أمين وقدمها المسرحي السوداني محمد سيد أحمد. أما الجلسة الثانية فتضمنت محورين أيضا؛ الأول بعنوان "حركة المسرح المستقل في مصر ومسارات التغيير" للباحثة رشا عبد المنعم وقدمها عبد الله راشد و"المسرح: الأنا، الآخر والتغيير" للباحث ياسر علام أتبعت بشهادة في ورقته قدمها الفنان والإعلامي مرعي الحليان. وحملت ورقة الدكتور علاوي عناوين عدة بينها "تغيرات الحياة فتغير المسرح" و"الثورة الجزائرية والمسرح" و"المسرح العربي بعد النكسة" و"ملامح المسرح الجديد". وأكد علاوي أن الثورة المسرحية في حاجة إلى مسايرة نقدية جادة في الجانب النظري بحيث تتم صياغة النظرية النقدية العربية الحديثة التي تقلع من خصوصياتنا الثقافية والحضارية وتعرف كيف تستثمر المنجز الثقافي المسرحي العالمي. ومن واقع ترجمتها لكتاب المنظر المسرحي البرازيلي "أوجستو بوال" الذي ينظر في تقنيات منهج مسرح المقهورين، قدمت نورة أمين توصيفا لهذا المنهج الذي يحتوي على خمس تقنيات أساسية نمت كلها أساسا من الألعاب الشعبية وفكرة الفرجة التفاعلية ثم تفرعت إلى مسرح كلامي أسس لمسرح المنتدى وإلى مسرح الصورة ومسرح الجريدة والمسرح الخفي ومسرح المنتدى والمسرح التشريعي وكلها تتبع فلسفة وإطارا واحدا وفقا لمنهج مسرح المقهورين، كما قدمت نورة شرحا لكل من هذه المسارح على حدة. وفي سياق رصدها لمسارات التغيير في حركة المسرح المستقل في مصر، مهدت رشا عبد المنعم أيضا بإضاءة من مسرح المقهورين للبرازيلي أوجستو بوال انعكاس ذلك على مرحلة التغيير الحالية في مصر والوطن العربي وتساءلت إلى أي مدى أسهم المسرح في تكوين هذا الوعي المفارق الذي أنتج الثورات العربية؟ وقالت: "لقد وعت الدولة في مصر خطورة المسرح القائم على إيجاد حالة من الجدل والحوار حول القضايا والإشكاليات الاجتماعية والسياسية، جدل طازج يصوغ الفنان من خلاله رؤيته في ذات اللحظة المبدعة التي يصوغ فيها المتلقي قراءته، ومن خلال الفروق البينية ما بين الرؤيتين يأتي الجدل ليراكم وعي المبدع والمتلقي معا، هذا الوعي الذي كان يخشاه النظام فعمد إلى تهميش المسرح خاصة بعد أن بدأ المسرح المصري بعد نكسة حزيران 1967 يتحول عن المسار الذي رسم له سلفا "كداعم لمبادىء ثورة 23 يوليو" إلى راصد لمناحي الفساد التي أدت بنا إلى النكسة وتضمنت ورقة ياسر علام قراءة لواقع تجربته في الكتابة المسرحية.