أبو جرة يشكر المفسدين في الأنظمة العربية والعم سام على مساعدتهم للإسلاميين للوصول إلى السلطة في الوطن العربي عبر ما سمي بالربيع العربي! ومن يوصلهم الفساد والأمريكان إلى الحكم في الوطن العربي لكم أن تتصوروا مدى جدية خدمتهم للشعب العربي حين يحكمون؟! السلطة في الجزائر بكل اتجاهاتها تعلن صراحة بأن الانتخابات التشريعية القادمة ستكون نزيهة وبلا تزوير.. وتقدم هذه السلطة كحجة على ما تقول أن هذه الانتخابات ستشرف على مراقبتها منظمات دولية! وسيعرف الأجانب أن الجزائر مدرسة في تزوير الانتخابات! وأحس بعار ما بعده عار أن تكون دولة مثل الجزائر وبعد 50 سنة من الاستقلال بها سلطة غير قادرة على إنجاز انتخابات نزيهة وغير مشكوك فيها حتى تقوم بجلب الأجانب للشهادة على نزاهة هذه الانتخابات! أي أن العلاقة بين السلطة والشعب وصلت إلى حد التدهور وجب معه أن يجلب الأجانب إلى الشهادة بأن السلطة في الجزائر تقوم بعمل غير مطعون فيه؟! هذه الصورة الكاريكاتوري المؤلمة في علاقة السلطة بالشعب هي وحدها كافية للدلالة على أن الأمور في البلاد لا تسير على النحو المطلوب؟! لماذا لا يجلب اللبنانيون الأجانب لمراقبة الانتخابات في لبنان؟! لماذا لا تجلب إسرائيل الأجانب لمراقبة الانتخابات في إسرائيل؟! لماذا لم تجلب مصر في الانتخابات الأخيرة المراقبين الأجانب لمراقبة الانتخابات فيها؟! لماذا لم تجلب تركيا المراقبين الأجانب لمراقبة الانتخابات فيها؟! ولماذا لم تفعل الهند ذلك؟! عندما يصبح الشعب الجزائري في وضع يصدق فيه شهادة الأجانب على نزاهة حكومته فذاك يعني أن البلاد تعيش أزمة ثقة بين السلطة والشعب في العمق ولا يمكن أن تصحح بشهود الزور الأجانب؟! الصورة الكاريكاتورية التي تقترحها على الشعب الجزائري السلطة التعيسة في الجزائر لجلب الأجانب للشهادة على نزاهة الانتخابات.. هذه الصورة تشبه ذلك المواطن الذي يجلب الجيران إلى غرفة نومه ليثبتوا للناس بأن هذا المواطن يؤدي واجباته مع زوجته؟! التزوير يا ناس في الجزائر لم يعد تزوير أصوات الانتخابات وما تفرزه الصناديق.. التزوير في الجزائر أصبح يتم قبل العملية الانتخابية.. تزوير الأحزاب بحيث لا يمكن أن ينشأ في الجزائر أي حزب غير مزور! ويستخدم تزوير الأحزاب السياسية في تزوير قوائم المرشحين.. حيث وزارة الداخلية هي التي تضع رؤساء القوائم بالتنسيق مع الأحزاب المزورة! والسماح لرؤساء الأحزاب ببيع رؤساء القوائم.. لذلك عندما تعلن وزارة الداخلية عن القوائم المرشحة يعرف الشكل النهائي للمجلس المقبل حتى قبل الانتخابات.. وتبقى المفاضلة بين هذه القائمة أو تلك! هذا هو التزوير الذي ينبغي أن يختفي من الجزائر؟! الترتيبات التي وضعتها الداخلية في تزوير الأحزاب القائمة والقادمة تنبئ بأن الانتخابات هذه المرة ستزور مسبقا وقبل الانتخابات والمجلس القادم سيكون أسوأ مما هو قائم الآن! هذه هي الحقيقة!