يقولون: إن الإصلاحات الجارية حاليا ستضمن عدم تزوير الانتخابات كالعادة! وهذا في حد ذاته تقدما هائلا في مجال الديمقراطية ينبغي أن نشد عليه بأسناننا! نعم لا يملك أي مواطن حر وشريف إلا أن يشيد بإصلاح يمنع التزوير.. أي تزوير.. فما بالك بتزوير الانتخابات التي هي معرة وكارثة أخلاقية قبل أن تكون مهزلة سياسية! لكن هل البلاد الآن في حاجة إلى إصلاحات تضمن عدم تزوير الانتخابات أم هي في الحقيقة بحاجة إلى إصلاحات تزيل حالة تزوير السياسة بالكامل؟! مشكلة البلاد الآن ليست في تزوير الانتخابات فقط.. بل المشكلة الرئيسية هي تزوير الساحة السياسية! فإذا كانت الساحة السياسية أصلا مزورة فهل ينفع أن نقول بأن الإصلاحات تضمن عدم تزوير الانتخابات؟! هل الأحزاب السياسية الحالية تمثل فعلا المجتمع السياسي في البلاد؟ أم هي أحزاب زورتها السلطة وزورت بها الساحة السياسية قبل تزوير الانتخابات! ثم هل قيادات هذه الأحزاب هي أحسن ما هو موجود في هذه الأحزاب من قوى السياسة! وإذا كان الأمر كذلك فلماذا هذه الانتفاضات والتصحيحات المتتالية داخل هذه الأحزاب؟! هل يمكن أن نطمع في إنتاج قوانين تحارب التزوير السياسي والانتخابي من طرف نواب في مجلس الأحزاب السياسية التي جاءت به إلى البرلمان مزورة؟! أعرف أن مثل هذا الكلام لن يكون بمقدوري كتابته بعد الإصلاح الذي سيصادق عليه البرلمان المزور في سياق قانون الإعلام! وهو القانون الذي جاءت فيه مادة تحمي البرلمان المزور من أقلام الصحافيين! فيصبح البرلمان محميا بقوة القانون من الصحافة كما لو كان ثكنة عسكرية؟! لقد بدأت أحزاب التزوير تمارس هوايتها في البرلمان بإخراج قانون يدعم حكاية تزوير الانتخابات! أو على الأصح يقنن حكاية تزوير الانتخابات بطريقة تؤدي إلى اقتسام المقاعد بين الأحزاب المزورة سياسيا! هي يشك عاقل في أن الانتخابات الحرة والنزيهة لو تتم لن ينجح أي حزب من هذه الأحزاب الحاكمة بالتزوير السياسي الآن؟! مشكلتنا في الجزائر أن الشعب يريد إصلاحا سياسيا ينهي حالة التزوير السياسي في البلاد.. والسلطة تريد إصلاحا يؤدي إلى عدالة في تزوير الانتخابات تكون أكثر إنصافا للأحزاب المزورة!