كشف كاهن مسيحي، عن مضمون لقاءات سرية قام بها بمدينة تڤرت الواقعة جنوبالجزائر العاصمة، في إطار مهمة تبشيرية تستهدف الطوراق مؤكدا صعوبة المهمة بالنسبة لسكان كلهم من المسلمين. واعترف الكاهن ديفيد كارارو، الذي أكد أنه بعث في مهمة تبشيرية من المعهد البابوي للبعثات الخارجية بروما خلال السنوات الأولى من تكوينه بعدم وجود أي فرد مسيحي على مستوى منطقة تڤرت، موضحا في هذا الإطار "ليس هناك مسيحيون في المنطقة والمسلمون وحدهم في مكان ممنوع فيه التنصير بموجب القانون"، في إشارة إلى قانون تنظيم ممارسة الشعائر الدينية المثير للجدل الصادر عام 2006. وزيادة عن ذلك قال المنصّر الذي كان ينشط خارج أعين السلطات بتڤرت بين سنتي 2009 و2011، قبل أن يغادرها إلى القاهرة مع انطلاق ثورة الإطاحة بنظام مبارك "كان يجب علينا أن نكون قريبين من الناس والرجال وإعطاء أهمية للقاءات الصغيرة ولصلاة المسلمين"، مضيفا في حديث مع وكالة "آسيا نيوز"، أول أمس، بأنه عقد اجتماعات "سرية" مع المسلمين في كثير من الأحيان؛ حيث كانت أحيانا الأحاديث معهم تتعلق أساسا بالحياة اليومية. وهذا ما يتوجب لحصد ثمار مهمات من هذا النوع، وعلى عكس البعثات الأخرى. "شعرت أنه لا طائل من هذه المهمة"، يضيف المتحدث بسبب عدم تقبل أهالي المنطقة الصحراوية المحافظة، لمثل هذه الاجتماعات التي تنادي بالتخلي عن عقيدة الأجداد. وقال كارارو لذات المصدر أن السكان الطوارق في الصحراء الجزائرية "بالنسبة لهم هم رجال الله، عليهم الصلاة والعمل في مكان فيه المسيحيين ليسوا بموضع ترحيب" على حد قوله، مؤكدا في سياق آخر، أن هذه الاجتماعات كانت تعقد بطريقة سرية "فالعديد من المسلمين الطوراق يشعرون بالقلق والخوف أن يكونوا وحدهم مع كاهن مسيحي ومع ذلك فإن الخدمة الوحيدة التي نطلب منهم في المقابل هي الصلاة، ونحن لا نتوقع أن يمدونا بالمال أو الطعام" يزيد عن ذلك المرجع ذاته. وتؤكد هذه الاعترافات على لسان الكاهن المسيحي صحة معلومات تداولتها مصادر إعلامية إيطالية مؤخرا عن إرسال كنيسة روما بإيطاليا أساقفة إلى الجزائر وعدد من الدول، في خطوة تحمل في الظاهر الطابع الإنساني لكنها في الحقيقة تتستر وراء أنشطة تنصيرية تعمل على تحقيقها منها معرفة سبل توسيع المد المسيحي والوقوف عند أحوال المسيحيين. كما أن الفاتيكان أكبر هيئة كنسية في العالم سعى إلى تدارك تعثر المد التنصيري في بلدان المغرب العربي بتعيين رجال دين عرب يحملون نفس لغة وثقافة دول المغرب العربي، بعد أن دأب الفاتيكان على إرسال أساقفة ورجال دين من أصول أوروبية وغربية إلى المنطقة المغاربية.