أفراد من الجماعة نفذوا هجوما على مطار جانت بقيادة مختار بلمختار تنظر محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة في ملف عشرة أشخاص كانوا ينشطون تحت لواء الجناح العسكري لما يسمى بمنظمة أبناء الصحراء من أجل العدالة، وكتيبة الملثمين التي يقودها مختار بلمختار المدعو “الأعور”، لتورطهم في تنفيذ عدة أعمال إرهابية استهدفت أفراد الجيش الوطني الشعبي، وطالبوا في نفس الوقت الدولة الجزائرية بالمساواة بين أبناء الصحراء والشمال. وينحدر المتهمون ال10 في الملف من ولايات ورڤلة، غرداية، بومرداس والجلفة، وجهت لهم تهم جناية الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط داخل وخارج الوطن، القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وتتراوح أعمارهم بين 30 و40 سنة، وتأسس في الملف 5 أطراف مدنية. الملف تعود وقائعه إلى تمكن مصالح الأمن من الحصول على معلومات تفيد بأن هناك تحركات إرهابية بمنطقة الصحراء، نصب بعدها أفراد الجيش الوطني الشعبي كمينا في 13 ماي 2010 بمنطقة مسعد بالجلفة، وألقي القبض فيه على “ب. عبد القادر” أحد المتهمين في الملف مع استرجاع سيارتين من نوع “دايو سيلو” و”تويوتا ستايشن”، كان يقودها شخص يدعى “النوني” تمكن من الفرار. وأفاد “ب. عبد القادر” أثناء التحقيق معه بأنه كان مكلفا بتأمين الطريق لمرور الجماعات الإرهابية التي قتلت عسكريين اثنين أحدهما رائد والآخر برتبة عريف أول، ببلدية أم العظام بمسعد بالجلفة، وهذا لدى محاولة عناصر الجيش الوطني الشعبي إلقاء القبض عليهم، وقد تمكنوا من حجز خلال العملية خمسة براميل مملوءة بالوقود سعة الواحد منهم 50 لترا، مخزن مخصص لسلاح الكلاشنيكوف، مواد غذائية، شرائح هاتفية للمتعامل ثريا، جهاز تحديد المواقع. وأفاد “ب. عبد القادر” بأنه كان يعمل ببيع السجائر المهربة، وبحلول 2006 باع قطعة أرض بورڤلة ل”محمد لمين. ب”، وتهرب من دفع باقي المبلغ، لكنه حسب أقواله عاود الاتصال به وحددا موعدا للالتقاء بالطريق السريع الرابط بين غرداية وورڤلة، غير أنه تفاجأ بابن عم “محمد لمين. ب”، برفقة شخصين آخرين يهجمون عليه، وقيدوه وحملوه معهم على متن سيارة “ستايشن” وهو معصوب العينين، طيلة سبعة أيام كاملة، وتوجهوا به إلى منطقة البويرات بصحراء دولة النيجر، وهذا بحجة أن شقيقه “ب. محمد لمين” استولى على شحنتين من السجائر المهربة ولم يمكنهم من ثمنها، وأوضحوا له بأنه لن يخلى سبيله إلا بدفع 240 مليون سنتيم. وأضاف ذات المتهم بأنه وصلته معلومات تفيد بأن شقيقه “ب. محمد لمين”، قد أنشأ برفقة “ب. عبد السلام” و”ث. علي” مقاول من مدينة جانت، وأيضا “ب. يوسف” من ورڤلة و”علي. ش” منظمة أبناء الصحراء من أجل العدالة، تطالب الدولة الجزائرية بالمساواة بين أبناء الصحراء والشمال. وصرح المتهم ذاته، في ذات السياق، بأن شقيقه كان ينشط في الجناح العسكري، بينما أسندت مهمة قيادة الجناح السياسي ل”ب. عبد السلام”. وكشف “ب. عبد القادر” بأن أفراد هذه المنظمة نفذوا عدة عمليات إرهابية، إحداها التي استهدفت مطار جانت، وصرح بأنه علم من أفراد عائلته بوجود مفاوضات بين الحكومة الجزائرية والمنظمة، بوساطة من “الحاج عمومة” من طوارق إيليزي، ما جعل جميع أفراد المنظمة يسلمون أنفسهم بمن فيهم شقيقه، ليستفيدوا من العفو. وأضاف المتهم أنه اضطر للسفر إلى مالي للعيش هناك برفقة زوجته، ووصلته معلومات في 2009، تتحدث حول التحاق شقيقه “ب. محمد لمين” بالجماعات الإرهابية بصحراء مالي، فيما كلفه ابن عمه في إحدى المرات بالالتقاء بشخص بمدخل مدينة الڤرارة، وطلب منه شخصان وجدهما هناك كانا على متن “تويوتا” مراقبة الطريق إلى غاية مدينة مسعد بالجلفة، وإخطارهما في حالة وجود حواجز أمنية. واعترف المتهم الثاني “ب. عبد الكريم” بأنه كان يعمل في تهريب السجائر مع والده، إلى أن اختفى هذا الأخير. وبعدما أطلع أفراد العائلة بأنه ذاهب للبحث عن عمه اختطفه مهربون بصحراء النيجر، وعلم المتهم مثلما قال بأن والده التحق بمنظمة أبناء الصحراء، وسلم أفراد هذه المنظمة أنفسهم لمصالح الأمن بعد تنفيذ الهجوم على مطار جانت، ووالده موجود بمالي حاليا. وكشف “ب. كمال” الذي ينحدر من منطقة بومرداس بأنه ينتمي إلى جماعة إرهابية بيسر، مكلف بتزويد أفرادها بالمواد الغذائية، وبطاقات التعبئة ومكنهم في إحدى المرات من 15 هاتفا نقالا، وجهاز كمبيوتر محمول. وأضاف بأنه في 13 ماي 2010 وقع اشتباك بين جماعة إرهابية وأفراد الدرك الوطني أدى إلى مقتل رائد وعريف وهذا بمنطقة مسعد بالجلفة، حيث كان أفراد الجماعة، مثلما أفاد ذات المتهم، على متن سيارة من صنف “تويوتا” بينهم مختار بلمختار المكنى “خالد أبو العباس” والمدعو “الأعور” الذي قاد عملية الاعتداء على أفراد الدرك الوطني.