أبدى مرشحو بكالوريا دورة جوان 2012 إصرارهم على مقاطعة دروسهم وإكمال إضراباتهم إلى غاية إصدار قرار تأجيل “الباك“ الى 11 جوان ومنح وقت كاف لمراجعة دروسهم لتستمر بذلك جولاتهم عبر الشوارع لإثارة الرأي العام الجزائري حول انشغالاتهم، مفندين أن تكون جهات معينة وراء احتجاجاتهم، الذي طوقت من أجله عناصر الأمن كل المسالك المؤدية إلى وزارة التربية بملحقة رويسو بالعاصمة، لمنع وصولهم إلى هناك وتشديد الحراسة حتى على مستوى الثانويات. تمسك تلاميذ النهائي بجملة مطالبهم التي رفعت منذ أكثر من 3 أسابيع لوزارة التربية الوطنية التي “لم تجد آذانا صاغية”، من قبل مسؤولي الوصاية الذين اتهموهم بتشجيع حشو الدروس لإنهاء المقرر الدراسي قبل الفاتح من ماي الذي خصصه الوزير أبو بكر بن بوزيد كتاريخ لضبط عتبة الدروس التي ستدخل في مواضيع أسئلة الامتحان المصيري، معلنين عن مواصلة إضرابهم في عدة ثانويات عبر الوطن والعاصمة. وعرف الإضراب الذي يشنه تلاميذ النهائي انتشارا واسعا ليمس عدة ثانويات جديدة. فبعد ثانويات الدارالبيضاء وجسر قسنطينة والمحمدية للناحية الشرقية وثانويات الوسط والغرب بالنسبة لعين البنيان والشراقة، شلت أمس ايضا ثانويات أخرى على غرار ثانوية روشاي بوعلام الواقعة ببلدية محمد بلوزداد وكذا ثانوية محمد الفضيل الورتلاني، الذين تجمهروا أمام دار الصحافة طاهر جاووت للمطالبة بنقل انشغالاتهم للوزارة الوصية على إثر منعهم من الوصول إلى مقر ملحقتها برويسو من طرف عناصر الأمن الذي طوق كل المسالك المؤدية إلى هناك لإجهاض أية مسيرة أو اعتصامات كانت قد شهدتها طيلة الأسبوعين الماضيين. وذكر التلاميذ بانشغالاتهم التي تتصدرها تحديد عتبة الدروس وحث الأساتذة على شرح الدروس الملقنة بالأقسام، مثيرين في الوقت ذاته استياءهم من الطريقة التي تعاملت بها وزارة التربية معهم، حيث عمدت هذه الأخيرة الى غلق جميع المسالك المؤدية إليها. واستغرب ممثلون عن التلاميذ في تصريحهم أيضا للتناقض الذي تنتهجه وزارة بن بوزيد فيما يخص تاريخ امتحانات البكالوريا، إذ أن الوزارة تؤكد أنه سيكون في 3 جوان، في حين أن بعض مدراء المؤسسات التي يزاولون الدراسة فيها يقولون إن التاريخ أجل إلى 7 جوان ودعوا الوزير إلى إعطاء معلومات رسمية، مع تحديد عتبة الدروس كضمان لوقف إضراباتهم. وفي السياق ذاته، فند التلاميذ المحتجون بسبب الدروس التي أضحت تقدم بدون شرح أو فهم من طرف الأساتذة، أن تكون وراء خروجهم إلى الشارع والدخول في إضرابات في الفصل الثاني من الموسم الدراسي الحالي أي جهات مجهولة أو أحزاب سياسية، حسبما جاء على لسان رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، الذي كان قد صرح ل”الفجر” أن تحرك مرشحي البكالوريا لدورة جوان 2012 غير منطقي، متهما أطرافا باستغلال ظروفهم لإثارة الاضطرابات بالقطاع. و”أجهضت” الشرطة خروج الآلاف من هؤلاء التلاميذ إلى الشارع، حيث عمدت إلى صد أبواب الثانويات عليهم وإجبارهم على البقاء داخل مؤسساتهم خوفا من استغلالهم وتدخل أطراف وتغيير مسار احتجاجاتهم.