النقابات تباشر حملة “أوقفوا العنف ضد الإطار” بعد أن طالت حتى تلاميذ الابتدائي كشف المجلس الوطني لثانويات الجزائر “كلا” عن أرقام مروعة حول تنامي العنف بالمؤسسات المدرسية في 2011، جعلت الجزائر تتصدر دول المغرب العربي بخصوص انتشار هذه الظاهرة، باعتبار 60 بالمائة من المتمدرسين اقترفوا تصرفات عدائية بالاعتداء على ما يقارب 5 آلاف أستاذ، منها 200 حالة صدرت عن تلاميذ بالصف الابتدائي، مع تسجيل 20 ألف حالة عنف بين التلاميذ، وانتقد المجلس تصريحات وزير التربية “المقزمة” لحادثة الاعتداء على أستاذ غليزان، التي اعتبرها أنها تشجع الظاهرة. استنكر “الكلا” ما جاء على لسان وزير التربية حول صور الأستاذ المعتدى عليه في غليزان، وأكدت النقابة أنه في الوقت الذي تعمل فيه على البحث عن حلول للحد من ظاهرة العنف المدرسي التي أصبحت منتشرة بكامل التراب الوطني، يعمل الوزير على تفنيد الضرب الذي تعرض له هذا الأستاذ، حيث قال إن صور الاعتداء عليه التي نشرت لا علاقة لها بالواقع وأن “هذا الأستاذ الجديد في المهنة لم يضرب بتلك الطريقة التي تم إظهارها بها” واصفا ذلك ب”الكذب”. وأكد تقرير مجلس ثانويات الجزائر الذي وجهه إلى المسؤول الأول لقطاع التربية أن الصورة التي نشرت لأستاذ غليزان ما هي إلا عينة صغيرة لآلاف الحالات الخطيرة لظواهر العنف التي تسجل يوميا بالمؤسسات المدرسية، وأكد أن هناك حالات أسوأ من هذه الصور التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية المكتوبة، مشيرا إلى ظاهرة الاعتداء بالسكاكين والسيوف التي يكون أبطالها متمدرسون بالثانويات والمتوسطات، وكذا الاتجار في المخدرات، وتهديدات بالقتل... إلخ. ودق المجلس ناقوس خطر تفاقم ظاهرة العنف التي تحاول الوزارة “تقزيم” خطورتها، وأكد على ضرورة تدخل كل الجهات المعنية للتصدي لها، خاصة وأن أرقاما مخيفة تسجل سنويا حول الظاهرة، مشيرا إلى آخر دراسة حولها متعلقة بسنة 2011 والتي سجلت أن 40 بالمائة من التلاميذ لهم سلوكات عدائية، في حين أن 60 بالمائة من مجمل 8 ملايين تلميذ لهم تصرفات وأفعال عنف. وسجلت الدراسة 3500 حالة عنف حصلت بين تلاميذ الابتدائي، و13 ألف حالة في أوساط تلاميذ المتوسط، و3 آلاف في الثانوي، فيما اعتدى ما يقارب 5 آلاف تلميذ على أساتذتهم، والأخطر في القضية أن تلاميذ الابتدائي اعتدوا على 201 أستاذ، فيما اعتدى تلاميذ المتوسط على 2899 أستاذ، و1455 اعتداء حصلت من طرف الثانويين. كما سجلت الدراسة اعتداءات بين الأساتذة إما لفظيا أو جسديا، وأحصت 501 اعتداء، فيما وصلت حالات اعتداء الأساتذة على التلاميذ وفي مختلف الأطوار 1942 حالة. ونظرا لهذه الأرقام المرعبة بالجزائر والتي تركتها تتصدر قائمة بلدان دول المغرب العربي حسب الدراسة ذاتها، قرر المدرسون والأساتذة وإطارات التربية والنقابيون ونشطاء المجتمع المدني والمواطنون، بعد تواتر حالات الاعتداء اللفظي والمادي على الإطار التربوي من مدرسين وإداريين في التعليم الأساسي والثانوي، والتي تمثل “إهانة لكرامة الإطار التربوي ولحرمة المؤسسة التربوية”، قرروا تنظيم حملة بعنوان “أوقفوا العنف ضد الإطار التربوي”، لمطالبة الوزارة باتخاذ إجراءات عملية وعاجلة لتوفير حماية للإطار التربوي وفق ما يفرضه القانون.